الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

باب الخدم للمسجد

          ░74▒ ({مُحَرَّرًا})[آل عمران:35]: في نصبِه أوجهٌ:
          أحدُها: أنَّه حالٌ مِنَ الموصولِ؛ وهو ({مَا فِي بَطْنِي})، فالعاملُ(1) فيها: ({نَذَرْتُ}).
          الثَّاني: أنَّه حالٌ مِنَ الضَّميرِ المرفوعِ بالجارِّ؛ لوقوعِه صِلةً لـــ{مَا}، وهو قريبٌ مِنَ الأوَّلِ، فالعاملُ في هذِه الحالِ الاستقرارُ الَّذي تضمَّنَه الجارُّ والمجرورُ.
          الثَّالث:[24ب] أنْ ينتصبَ على المصدرِ؛ لأنَّ المصدرَ يأتي على زِنَةِ اسمِ المفعولِ مِنَ الفعلِ الزَّائدِ على ثلاثةِ أحرفٍ، وعلى هذا فيجوزُ أنْ يكونَ في الكلامِ حذفُ مضافٍ؛ تقديرُه: نَذَرْتُ لكَ ما في بطني نَذْرَ تحريرٍ، ويجوزُ أن يكونَ ممَّا انتصبَ على المعنى؛ لأنَّ معنى {نَذَرْتُ لَكَ}: حرَّرتُ لكَ ما في بطني تحريرًا.
          الرَّابع: أنْ يكونَ نعتَ مفعولٍ محذوفٍ؛ تقديرُه: غلامًا محرَّرًا، قاله مكيٌّ. /
          وجعلَ ابنُ عطيَّةَ في هذا القولِ نظرًا، وَجْهُ النَّظَرِ: أنَّ (نَذَرَ) قد أخذَ مفعولَه؛ وهو قولُه: {مَا فِي بَطْنِي} فلم يَتَعدَّ إلى مفعولٍ آخرَ، وهو نظرٌ صحيحٌ.
          وعلى القولِ بأنَّها حالٌ: يجوزُ أن تكونَ حالًا مقارِنةً إنْ(2) أُريدَ بالتَّحريرِ معنى العِتْقِ، ومُقَدَّرَةً إنْ أُريدَ به معنى: خِدمةِ الكنيسةِ، كما جاء في التَّفسير.


[1] في (أ): (والعامل).
[2] في (ب): (وإن)، ولا يصح.