الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

حديث: عقد الإزار على القفا في الصلاة

          352- (أَحْمَقُ مِثْلُكَ): (أَحْمَقُ) غيرُ منصرفٍ، و(مِثْلُكَ) صفتُه.
          إنْ قلتَ: هو نكرةٌ، والـــ(مثلُ) مضافٌ إلى المعرفة، فكيف وقعَ صفةً له؟
          قلتُ: لفظُ الـــ(مثل) ممَّا توغَّلَ في التنكير، وبالإضافةِ لا يَتعرَّفُ إلَّا إذا أُضيفَ بِما اشتُهِرَ[21ب] بالمماثلةِ، وههنا ليسَ كذلك.
          فائدة: مذهبُ الجمهور: أنَّ النَّعتَ يجبُ فيه(1) أنْ يَتْبَعَ ما قبلَه في التَّعريفِ والتَّنكيرِ، وذهبَ بعضُ الكوفيِّينَ: إلى أنَّ النَّكرةَ تُنعَتُ بالمعرفةِ إذا كانتْ لمدحٍ أو ذمٍّ؛ بدليلِ قولِه تعالى: {وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ. الَّذِي جَمَعَ مَالًا} [الهمزة:1_2]، وذهبَ الأخفشُ: إلى جوازِ ذلكَ إذا كانتِ النَّكرةُ قد وُصِفَتْ، نحو: {فَآَخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الأَوْلَيَانِ} [المائدة:107]، فـــ{الأَوْلَيَانِ} معرفةٌ، و{آَخَرَانِ} نكرةٌ، فنعتَ النَّكرةَ بالمعرفةِ، وجوَّزَ ابنُ الطَّراوةِ وصفَ المعرفةِ بالنَّكرةِ إذا كان الوصفُ خاصًّا بالموصوفِ، نحو: [من الطويل]
........................                     ..... فِي أَنْيَابِهَا السُّمُّ نَاقِعُ /
          فـــ(ناقِعُ) صفةٌ، وهو نكرةٌ، و(السُّمُّ) معرفةٌ.


[1] (فيه): ليست في (ب).