المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

حديث: اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف

          453- وحدثنا يحيى: حدثنا وكيع وأبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي الضُّحى، عن مسروق قال: بينما رجل يحدِّث في كِنْدة؛ فقال: يجيءُ دخانٌ يوم القيامة، فيأخذ بأسماعِ المنافقين وأبصارهم، ويأخُذُ المؤمنين(1) كهيئة الزُّكام، فَفَزعنا فأتيتُ ابنَ مسعود وكان مُتَّكئًا، فغضب فجلس فقال: من عَلِمَ؛ فليقل، ومن لم يعلم؛ فليقل: الله أعلم، فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم: لا أعلم، وإن الله قال لنبيِّه: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ(2) وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} [ص:86]، وإن قريشًا أبطؤوا عن الإسلام. [خ¦4821]
          قال وكيع: وغلبوا على النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، واستَعصوا عليه، قال: «اللهم؛ أعنِّي عليهم بسبعٍ كَسَبعِ يوسف»، فأخَذَتْهُم سَنَةٌ أكلوا فيها _قال منصور: الميْتَةَ والعظامَ_ حتى هلكوا فيها، ويرى الرجلُ ما بين السماء والأرض كهيئة الدخان _قال وكيع: من الجوع_ قالوا: {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ} [الدخان:12]. فقيل له: إنْ كشفنا عنهم؛ عادوا. قال منصور: فجاءه أبو سفيان، فقال: يا محمد؛ جئت تأمر بصلةِ الرحم، وإنَّ قومك قد هلكوا، فادع الله.
          وقال أبو معاوية عن الأعمش: فَأُتي فقيل: يا رسول الله؛ استسقِ لِمُضَرَ؛ فإنَّها قد هلكت. قال: «لِمُضَرَ؟ إنك لجريء». فاستسقى لهم فَسُقُوا، فنزلت: {إِنَّكُمْ عَائِدُونَ} [الدخان:15]، فلما أصابتهم الرفاهية؛ عادوا إلى حالهم، فأنزل الله عزَّ وجلَّ: {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ} [الدخان:16]. قال: يعني يوم بدر. قال وكيع: فانتقم الله منهم يوم بدر، فذلك قوله عزَّ وجلَّ: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ...} إلى قوله: {إِنَّا مُنتَقِمُونَ} [الدخان:10-16].
          وخرَّجه في تفسير سورة الدخان، في باب: {يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الدخان:11]، وفي باب: {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ} [الدخان:12]، وفي باب: {أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى} الآية[الدخان:13]، وفي باب: {ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ} الآية [الدخان:14]، وفي باب: {إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ} الآية [الدخان:15]، وفي سورة الروم، قوله: {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى} [الروم:10]، قال مجاهد: الإساءةُ جزاء المسيئين، وفي سورة يوسف، باب قوله: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ} [يوسف:23] ؛ لقوله في الباب عن ابن مسعود قوله: {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ} الآية [الصافات:12]، فانظر إلى المعنى، وفي سورة الفرقان: {فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا} [الفرقان:77]، وفي باب إذا استشفع المشركون بالمسلمين عند القحط. [خ¦4821] [خ¦4822] [خ¦4823] [خ¦4824] [خ¦4825] [خ¦4774] [خ¦4693] [خ¦4767] [خ¦1020]


[1] كذا في الأصل، وفي «اليونينية»: (المؤمنَ).
[2] في الأصل: {قل لا أسألكم عليه أجرًا}، والمثبت موافق لما في «الصحيح».