المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

حديث: إن النبي نهى عما قد عملت من الهجرة

          1842- قال البخاريُّ: وحدثنا أبو اليمان [خ¦6073] : أخبرنا شعيب عن الزهري قال: حدثني عوف بن الطفيل _وهو ابن أخي عائشة زوج النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم لأمها_ أن عائشة حُدثت: أن عبد الله بن الزبير قال في بيع أو عطاء أعطته عائشة: والله لتنتهين عائشة أو لأحجرن عليها، فقالت: أهو قال هذا؟ قالوا: نعم، قالت: هو لله علي نذر أن لا أكلم ابن الزبير أبدًا، فاستشفع ابن الزبير إليها حين طالت الهجرة. زاد الليث: برجال من قريش وبأخوال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم خاصة.
          قال الزهري: فقالت: لا والله لا أشفِّعُ فيه أبدًا، ولا أتحنث إلى نذري. فلما طال ذلك على ابن الزبير؛ كلم المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث _وهما من بني زهرة_ وقال لهما: أنشدكما بالله لما أدخلتماني على عائشة، فإنها لا يحل لها أن تَنذرَ قطيعتي.
بن عبد يغوث والمسور بن مخرمة: إذا استأذنا؛ فاقتحم الحجاب.
          قال: وكانت أرق شيء عليهم؛ لقرابتهم من رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.
          قال الزهري: فأقبل به المسور وعبد الرحمن مشتملين بأرديتهما حتى استأذنا على عائشة، فقالا: السلام عليك ورحمة الله وبركاته، أندخل؟ قالت / عائشة: ادخلوا. قالوا: كلنا؟ قالت: نعم؛ ادخلوا كلكم، ولا تعلم أن معهما ابن الزبير، فلما دخلوا؛ دخل ابن الزبير الحجاب، فاعتنق عائشة، فطفق يناشدها ويبكي، وطفق المسور بن مخرمة وعبد الرحمن يناشدانها إلا ما كلَّمتِ(1) وقبلتِ منه، ويقولان: إن النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم نهى عما قد عملت من الهجرة، وإنه لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال. فلما أكثروا(2) على عائشة من التذكرة والتحريج؛ طفقت تذكرهما وتبكي وتقول: إني نذرت والنذر شديد، فلم يزالا بها حتى كلمت ابن الزبير.
          زاد الليث: وأرسل إليها بعشر رقاب فأعتقتهم، فلم تزل حتى بلغت أربعين.
          وأعتقت في نذرها ذلك أربعين رقبة، وكانت تذكر نذرها بعد ذلك وتبكي حتى تبل دموعها خمارها. زاد الليث: وقالت: وددت أني جعلته حين جعلت عملًا أعمله فأفرغ منه.
          وخرَّجه في مناقب قريش. [خ¦3505]


[1] كذا في الأصل، وفي «اليونينية»: (كلمته).
[2] في الأصل: (كثروا).