المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

حديث: إن قومك قصرت بهم النفقة

          717- قال البخاريُّ: حدثنا بيان بن عمرو: حدَّثنا يزيد بن هارون: حدَّثنا جرير بن حازم: حدَّثنا يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة. [خ¦1586]
          وحدثنا عبد الله بن موسى، عن إسرائيل، [عن أبي إسحاق]، عن الأسود. [خ¦126]
          وحدثنا مسدد: حدَّثنا أبو الأحوص: حدَّثنا أشعث، عن الأسود بن يزيد، عن عائشة قالت: سألت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عن الجدار، أمن البيت هو؟ قال: «نعم»، قلت: فما لهم لم يدخلوه في البيت؟ فقال: «إن قومك قَصَّرتْ بهم النفقة»، قلت: فما شأن بابه مرتفعًا؟ قال: «فعل ذلك قومك؛ لِيُدخلوا من شاؤوا، ويمنعوا من شاؤوا، ولولا أن قومك حديثٌ عهدهم بجاهلية(1)، فأخاف أن تُنْكر قلوبهم أن أُدْخِل الجدر في البيت، وأن ألصق بابه بالأرض». [خ¦1584]
          زاد يزيد في حديثه عنه صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «لأمرت بالبيت فهدم، فأدخلت فيه ما أخرج(2) منه، وألزقته بالأرض، وجعلت له بابين، بابًا شرقيًّا وبابًا غربيًّا، فبلغت به أساس إبراهيم» فذلك الذي حمل ابنَ الزبير على هدمه.
          وقال أبو إسحاق فيه: «فجعلت له بابين، باب يدخل الناس، وباب يخرجون»، ففعله ابن الزبير.
          قال يزيد: وشهدت ابن الزبير حين هدمه وَبَنَاهُ وَأَدْخَلَ فِيهِ مِنْ الْحِجْرِ، وَقَدْ رَأَيْتُ أَسَاسَ إِبْرَاهِيمَ حِجَارَةً كَأَسْنِمَةِ الْإِبِلِ، قَالَ جَرِيرٌ: فَقُلْتُ لَهُ: أَيْنَ مَوْضِعُهُ؟ قَالَ: أُرِيكَهُ الآنَ، فَدَخَلْتُ مَعَهُ الْحِجْرَ فَأَشَارَ إِلَى مَكَانٍ، فَقَالَ: ههنا، قَالَ: جَرِيرٌ فَحَزَرْتُ مِنْ الْحِجْرِ سِتَّةَ أَذْرُعٍ أَوْ نَحْوَهَا.
          وخرَّجه في باب ما يجوز من اللَّوِّ من كتاب التمنِّي. [خ¦7243]


[1] كذا في الأصل، وهي رواية أبي ذرٍّ عن المستملي، وفي «اليونينية»: (بالجاهلية).
[2] في الأصل: (أخرجت)، والمثبت موافق لما في «الصحيح».