مناسبات أبواب صحيح البخاري بعضها لبعض

المناسبات من الجهاد إلى آخر الجزية والموادعة

          فلمَّا ذَكر ما يتعلَّق بالمعامَلة مع الخالق في العبادات، ثم ما يتعلَّق بالمعامَلة مع الخَلْق في تراجم المعامَلاتِ السابقةِ؛ أردَفها بمعامَلة جامعةٍ بينَ معامَلة الخالق والخَلْق، وفيه نوعٌ مِن الاكتِساب، وهو ههنا يَقَع على وَجهٍ لم يَسبِق له نَظيرٌ، فتكون البيِّنةُ فيه بالتَّبَعيَّة، وذلك هو المترجَمُ عليه: (كتابُ الجِهَاد)؛ إذْ به يَحصُلُ: إِعلاءُ كَلمةِ الله تعالى، وإِذلالُ الكُفَّار بقَتلِهم، واستِرقاقِ نِسائهم وصِبيانهم ومجانينهم وعَبيدهم، وغَنيمةِ أموالِهم _العَقَارِ والمَنقولِ_، والتَّخيِيرِ في كامِلِيهم.
          وكان في الجِهاد شهادةُ المؤمِن إنْ قُتِلَ فيه، وفي ذلك فَضيلةٌ عظيمةٌ؛ فترجَم: (فَضْل الجهاد)، ثم: (أفضَلُ الناسِ مؤمِنٌ يُجاهِد بنَفسِه ومالِه في سبيل الله)، ثم: (الدُّعاءُ بالجهاد والشهادةِ، للرجال والنساء)، ثم: (دَرجاتُ المجاهدين في سبيل الله)، ثم: (الغَدْوَة والرَّوْحَة في سبيل الله)، ثم: (الحُورُ العِينُ)، ثم: (تَمَنِّي الشهادةِ)، ثم تراجمَ أخرى، كلُّها تتعلَّق بالجهاد.
          وكان الجُبْنُ مانِعًا من هذه الخَيرات كلِّها؛ فترجَم: (بابُ ما يُتَعَوَّذ مِن الجُبْن) _وإنْ كان للاستِعاذةِ تراجمُ تَخُصُّها، تأتي في آخِر الكِتَاب_، ثم: (مَن حَدَّث بمَشَاهِده في الحَرب)؛ لِئلَّا يُمنَع مِن ذلك خَوفًا مِن الرِّياءِ، ثم: (وُجوبُ النَّفير، وما يَجِبُ مِن الجِهاد)؛ لأنَّه لا يَلزَم مِن الفَضائل السابقةِ أنْ يَكون ما ذكر من النَّفير والجهاد.
          وكان ما سَبَق يَجري في المُسلِم، وإنْ كان كافرًا بعدَ ذلك وقُتِل مسلِمًا؛ فأَعقَبَه بترجمة: (الكافرُ يَقتُلُ المسلمَ، ثُم يُسلِمُ، فيُسَدِّدُ بَعدُ، أو يُقتَلُ).
          وكان الغَزوُ ربَّما / مَنع قومًا عن الصوم؛ فترجَم: (مَن اختارَ الغَزوَ على الصومِ)، باعتبارِ ما يَقتَضيه الحالُ.
          وكانت الشهادةُ قد يُتَخَيَّل قُصُورُها على القَتلِ في سبيل الله ╡ ؛ فذَكر: (باب: الشهادةُ سَبْعٌ سِوى القَتل).
          ثم: (التَّحريض على القِتال)، وأَعقَبه بحالةٍ يخافُ فيها من الأَعداء؛ فيحفر الخَندق بينَه وبينَ الأعداء، وكان هذا التَّحريض على القتال، وأعقبه بحالة يخاف فيها من الأعداء فيحفر الخندق بينه وبين الأعداء(1)؛ فترجَم: (بابُ مَن حَبَسه العُذْرُ عن الغَزو).
          ثم ترجَم: (فَضل الصوم في سبيل الله)، ثم: (فَضْل مَن جَهَّز غازيًا، أو خَلَفه بخَيرٍ)، ثم ذَكر ما يَقتضي أنَّ المجاهِدَ يَنبغي أنْ يَعُدَّ نفسَه في القَتْلى؛ فترجَم: (باب التخليط في القتال)، وقريبٌ منه مَن ذَهب ليأتي بخَبَر العدوِّ؛ وهو الطَّلِيعة؛ فترجَم: (فَضْل الطَّلِيعة).
          وكان المجاهدُ والطَّليعةُ يَركَبان الخَيلَ غالبًا؛ فترجَم: («الخَيلُ مَعقودٌ في نَوَاصِيها الخيرُ إلى يوم القيامة»).
          وكان الخيرُ مُختَصًّا بأهلِه، فكيف حالُ الجهادِ مع أهل الشَّرِّ؟؛ فترجَم: (الجهادُ ماضٍ مع البَرِّ والفَاجر)، وأخرج فيه حديثَ: «الخَيلُ مَعقودٌ في نَواصِيها الخيرُ إلى يوم القيامة؛ الأَجرُ والمَغْنَمُ»، وذلك أعَمُّ مِن أنْ يكونَ الجهادُ مع بَرٍّ أو فاجرٍ، ودَلَّ ذلك على فضيلة إِعداد الخيل؛ فترجَم عَقِب ذلك: (مَن احتَبَس فَرسًا؛ لقوله: {مِنْ رِبَاطِ الخَيْلِ} [الأنفال:60])، وكان الذي عندَه الفَرَسُ قد يُسَمِّيها باسمٍ خاصٍّ، وكذلك الحِمارُ؛ فترجَم: (اسم الفَرس والحِمار)، ثم ذَكر تراجمَ تتعلَّق بالخيل والدَوَابِّ، وأردف ذلك بترجمة: (السَّبْق بينَ الخيل)، ثم: (إِضْمار الخيل للسَّبْق)، ثم: (غايَة السَّبْق للخيل المُضَمَّرة).
          وكان مِن الحيوانِ ما لَه خُصوصيَّةٌ؛ بأنَّه للنَّبيِّ صلعم ؛ فترجَم: (ناقَة النَّبيِّ صلعم )، ثم ترجَم: (بَغْلة النَّبيِّ صلعم البيضاءِ).
          وكان الجهادُ في الغالِب للرِّجال، وقد يكون للنِّساء معهم تَبَعًا؛ فترجَم على شيءٍ يَختَصُّ بالنِّساء؛ فقال: (بابُ جهادِ النِّساء)؛ كمَا ترجَم الفقهاءُ في الطَّهارات على المشتَرَكة / بينَ الرِّجال والنِّساء، ثم على ما يتعلَّق بالنِّساء وَحْدَهنَّ؛ وهو الحَيْض والنُّفَاس، ثم ترجمة: (غَزو النِّساءِ وقِتالهنَّ مع الرِّجال)، ثم: (مُدَاواة النِّساء الجَرْحى في الغَزو)، ثم: (رَدُّ النساء الجَرْحى والقَتلى)، وكان مِن الجَرحى مَن في بَدَنه سَهمٌ؛ فترجَم: (نَزْع السَّهم مِن البَدَن).
          ثم ترجَم على حالاتٍ تتعلَّق بالغزو وفضائله؛ كـ: (الحِراسة في الغزو)، و(فَضْل الخِدمة في الغزو)، ثم: (فَضل مَن حَمَل مَتاعَ صاحبه في السَّفَر)، ثم: (فضل رِباط يومٍ في سبيل الله)، ثم: (فضل مَن غزا بصَبيٍّ للخدمة)، ثم: (رُكوب البحر)، ثم: (مَن استعان بالضعفاء والصالحين في الحرب).
          وكان الناسُ يقولون لِمَن قُتل في الحرب: فلانٌ شهيدٌ؛ فترجَم: (لا تَقولوا: فلانٌ شهيدٌ).
          ثم: (التحريض على الرَّمي)، ثم: (اللَّهو بالحِرَاب ونحوها)؛ لبَيان أنَّها مَرَّةً تكون في الجِدِّ، ومَرةً تكون في اللَّهو، وكان من آلات الجهاد المِجَنُّ؛ فترجَم: (المِجَنَّ، ومَن يتزيَّن(2) بتُرْس صاحبِه)، ثم ذَكر تراجمَ تتعلَّق بآلات الحَرب.
          وكان من آلاته ما لَه خصوصيةٌ؛ بأنَّه للنَّبيِّ صلعم ؛ فترجَم: (ما قِيل في دِرع النَّبيِّ صلعم والقميص)، ثم؛ (الجُبَّة في السفر والحرب)، ثم: (الحَرير في الحرب)، ثم: (ما قيل في السِّكِّين)، وهي آخِر آلات الجهاد.
          فانتقل إلى مَن نقاتلُه؛ فترجَم: (ما قيل في قتال الروم)، ثم: (قتال اليهود)، ثم: (قتال التُّرْك)، ثم: (قتال القوم الذين ينتعلون الشَّعَر)، ثم: (مَن صَفَّ أصحابَه عند الهزيمة، ونَزَل عن دابَّته، واستَنصَر)، ثم: (الدُّعاء على المشركين بالهزيمة والزَّلْزلة). وكان ذلك متعلِّقًا بالحاضرين، فما الذي يُفعَل مع الغائبين؟ فترجَم: (هل يُرشِد المسلمُ أهلَ الكِتاب، أو يُعلِّمهم الكتابَ؟).
          وكان لأهل الكتابَين: اليهود والنَّصارى حُكمٌ زائدٌ على المشرِكين في غاية القِتال؛ فترجَم: (دعوة اليهود والنَّصارى، وعلى ما يُقاتَلون عليه، / وما كَتَب النَّبيُّ صلعم إلى كِسْرى وقَيصرَ، والدعوة قَبل القتال)، ثم: (الدعاء للمشركين بالهُدَى ليتَألَّفَهم).
          وكلُّ ذلك من آثار بَعثتِه العامَّةِ ودعوتِه العامَّةِ؛ وترجَم: (دعاء النَّبيِّ صلعم الناسَ إلى الإسلام والنُّبوَّة، وألَّا يَتَّخذ بعضُهم بعضًا أربابًا مِن دون الله، وقوله: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللهُ الكِتَابَ والحُكْمَ والنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ} الآية [آل عمران:79]).
          وكان الخارجُ من المؤمنين للجهاد لإعلاء كلمة الله، قال: يَنبغي أنْ يكون على أكمل الحالات، ولا يَمنعه مِن مكايد الحرب؛ فترجَم: (مَن أراد غزوةً فورَّى بغَيرها) _وكان للخروج زمانٌ؛ فأضاف إلى الترجمة_: (ومَن أحَبَّ الخروجَ يومَ الخميس).
          وكان عَزْم ُالإمام على الناس في الجهاد إنَّما هو بحَسب الطاقة؛ فترجَم: (عَزْم الإمامِ على الناس فيما يُطيقون).
          ثم: (الخروج بعد الظُّهر)، ثم: (الخروج آخِرَ الشَّهر)، ثم: (الخروج في رمضانَ)، ثم: (التَّوديع)، ثم: (السَّمع والطاعة للإمام)، ثم: (مَن يُقاتل مِن وراء الإمام ويَتَّقي به)، ثم: (البيعة في الحرب ألَّا يَفِرُّوا)، ثم: (كان للنَّبيِّ صلعم _إذا لم يُقاتِل أوَّلَ النهار_ أَخَّرَ القتالَ حتَّى تزولَ الشمسُ).
          وكان من حَقِّ المجاهِدين أنْ يَستَمرُّوا مع الإمام، ولا يَذهبوا إلَّا بإذْنه؛ فترجَم: (استِئذان الرجل الإمامَ، وقول الله تعالى: {إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا باللهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ} الآية [النور:62])، ثم: (السُّرعة والرَّكْض في الفَزَع).
          ثم ترجَم لشيءٍ مِن آلة الحرب تتعلَّق بالنَّبيِّ صلعم ، وهو علامةٌ على الاجتماع؛ فقال: (ما قيل في لواء النَّبيِّ صلعم )، وهو الاستعانةُ في الحرب، مَرَّةً تكون بغَير جُعْلٍ، ومَرةً بجُعْلٍ أو حَمْلٍ؛ فترجَم: (الجَعَائل والحُمْلاَن في السبيل)، ثم: (الأَجير يُعِينُ في الجهاد) وإنْ كانت الإِجارةُ / تقدَّمت بتراجمها.
          وكان من جُملة الخارجين للجهاد مَن هو حَديثُ عَهدٍ بعُرْسٍ؛ فترجَم: (مَن غزا وهو حديثُ عَهْدٍ بعُرْسٍ).
          وكان الإمامُ ينبغي أنْ يكون أَمامَ القوم في الوقائع المُهمَّة؛ فترجَم: (مُبادَرة الإمام عندَ الفَزع)، وكانت المُبادَرةُ لا تَمنع من التوكُّل على الله تعالى، ولاسِيما مَن نُصِر بالرُّعب مَسيرةَ شهرٍ؛ فترجَم: (قول النَّبيِّ صلعم : «نُصِرتُ بالرُّعْبِ مَسيرةَ شَهْرٍ»، وقوله تعالى: {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ} الآية [آل عمران:151]).
          ودَلَّت مُبادرتُه ╕ على أنَّ تَعاطي الأسباب لا تقدح في التوكُّل على الله ╡ ؛ فترجم: (حَمْل الزَّاد في السَّفَر(3)، وقول الله ╡ : {فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة:197]).
          وكان الزَّادُ مَرَّةً يُحمَل على الدَّوَابِّ، ومَرَّةً على الرِّقَاب؛ فترجَم: (حَمْل الزَّادِ على الرِّقَاب).
          وكان الحَملُ الثقيل والإِردافُ قد يَضرُّ الدَّابَّةَ، وقد لا يَضرُّها؛ فترجَم على ما لا يَضرُّ بقوله: (إرداف المرأة خَلفَ أخيها)، ثم: (الارتِداف في الغزو والحجِّ)، ثم: (الرِّدْف على الحِمار).
          وكان الراكبُ قد يأخذُ شخصٌ برِكَابه، وقد لا يأخذُ؛ فترجَم: (مَن أخذ بالرِّكَاب وغيرِه).
          وكان المسافرُ من المؤمنين إلى أرض العَدُوِّ وقد يَستصحِب المُصحَفَ؛ فترجَم: (السَّفر بالمصاحف إلى أرض العدوِّ).
          وكان ذِكرُ الله عند مُلاقاة الأعداء لا يُمنَع؛ كما امتنعت المسافرةُ بالمصحَف؛ فترجَم: (التكبير عند الحرب)، وكان التكبير قد يَقع برَفْع صوتٍ زائدٍ؛ فترجَم: (ما يُكرَه مِن رَفْع الصوت بالتكبير)، ثم: (التكبير إذا علا شَرَفًا)، ثم: (التسبيح إذا هَبَط واديًا)، ومناسبة التسبيح للهبوط: أنَّ التسبيحَ تنزيهٌ من النقائص التي يَحصل بها الانخفاض؛ فناسَب ذلك عند هبوط الوادي.
          وكان المسافرُ قد حصل له نَصَبٌ وتَعَبٌ بالصعود والهبوط وغيرها فيَترُك بعضَ أعماله في الإقامة؛ فترجَم: (يُكتَب للمسافر ما كان يَعمل في الإقامة).
          وكان المسافرُ / قد يَسير وحدَه، وقد يسير مع غيره؛ فترجَم: (السَّير وحدَه).
          وكان السَّيرُ قد يكون سريعًا، وقد يكون بطيئًا؛ فترجَم: (السُّرعة في السَّير).
          وكانت الفَرَسُ التي حَمَل عليها غيرَه يَجِدُها تُباع؛ هل يشتريها؟؛ فترجَم: (إذا حَمَل على فَرَسٍ فرآها تُباع).
          وكان المجاهدُ قد لا يكون له أبٌ ولا أُمٌّ، وقد يكون له أبٌ أو أُمٌّ أو جَدٌّ من المسلمين؛ فترجَم: (الجهاد بإِذْن الأَبوَين).
          وكان من تَكمِلة أحوال المسافر ألَّا يكون في دابَّته جَرَسٌ؛ فترجَم: (الجَرَس ونحوه في أعناق الإبل).
          وذَكَر تراجمَ تتعلَّق بأمورٍ في الجهاد؛ من جاسوس وكسوة الأُسَارى، وغير ذلك؛ من تَبيِيت أهل الدار، وقتل الصِّبيان في الحرب، وقتل النساءِ في الحرب، والنهيِ عن التعذيب بعذاب الله؛ يعني: النارَ، إلى أنْ ترجَم: (ما يُعطَى للبشير، والبِشارة في الفتح، ولا هِجرةَ بعد الفتح، واستقبال الغُزاة، وما يَقول إذا رجَع من الغزو، والصلاة إذا قَدِم من سَفرٍ).
          وكان القادمون من الجهاد قد يكون معهم غَنيمةٌ، وقد لا يكون، وفي الغنيمة فَرَض اللهُ الخُمْسَ.
          وكان من جُملة ما يُؤخَذ في دار الحرب الطَّعامُ؛ فترجَم في آخِر الكتاب: (فرض الخمس ما يُصيب من الطعام بأرض الحرب)؛ للإعلام بأنَّه لا يَدخُل التَّخْميسَ.
          وكان المالُ المأخوذ من الكُفار مَرَّةً يكون بحربٍ، ومرَّةً يكون بالمصالحة، والمصالحة قد تكون بالجِزْية؛ فقال: (كتاب الجِزْية والمُوَادَعة مع أهل الذِّمَّة والحرب).
          وكان الذي قد يُستَطال عليه بما ليس بحقٍّ؛ فترجَم: (الوصَاة بأهل ذِمَّة رسول الله صلعم ).
          وكان المال الحاصل من الكفَّار منه منقولٌ، ومنه عَقَارٌ، والعَقار قد يُقطَع، وقد لا يُقطَع؛ فترجَم: (ما أقطع النَّبيُّ صلعم من البَحرَين، وما وَعَد من مال البحرين والجِزية، ولِمَن يُقسَم الفَيءُ والجزية؟).
          وكان المُعاهَد قد أعطيناه العهدَ؛ فلا ينبغي أنْ نَقتله / ما دام في عهده؛ فترجَم: (إِثم مَن قَتل معاهَدًا بغير جُرْمٍ).
          وكان الجِزية تُعطى للتَّقرير في بلاد الإسلام، فأَخرج منها جزيرةَ العَرب؛ فقال: (إخراجُ اليهود من جزيرة العرب).
          وكان الكافرُ قد يَغدِر بالمسلم؛ هل يُعفى عنه؟ فترجَم: (إذا غدَر المشركون بالمسلمين؛ هل يُعفى عنهم؟)، ثم: (دعاء الإمام على مَن نكث عهدًا).
          وكان الأمَان قد يَصدُر من الرجال، وقد يصدُر من النساء؛ فترجَم: (أمَان النساء وجِوارهنَّ).
          وكان العَبد أدنى المسلمين؛ فترجَمه: (ذِمَّة المسلمين وجوارهم واحدةٌ، يَسعى بها أدناهم).
          ثم ذَكر تراجمَ تتعلَّق بالموادعة والعَهد، والحَذَر من الغدر، وكيف يُنبَذ إليهم، وإثم مَن عاهد ثم غَدر، والمصالحة على ثلاثة أيامٍ، والمُوادعة من غير توقيتٍ، ثم طَرْح جِيَف المشركين في البئر ولا يُؤخَذ لهم ثَمنٌ، وختم ذلك بإثم الغادر للبَرِّ والفاجر؛ ليُبيِّن ما دَخل في عموم مَن سَبق.


[1] في الأصل: (على القتال، وأعقبه بحالة يخاف فيها من العدو؛ فيحفر الخندق بينه وبين الأعداء)، وهو تَردُّد نظَرٍ من الناسخ إلى العبارة السالفة، ذهبَ بسببه تَمامُ العِبارة هاهنا، وما بين المعقوفتَين أقرب شيءٍ إلى السياق، والله أعلم.
[2] في الأصل: (يتزيَّن)، والتصويب من «الجامع الصحيح»: باب (80)، كتاب الجهاد والسير (56)، و«فتح الباري» 6:94.
[3] في «الجامع الصحيح»: باب (123)، كتاب الجهاد والسير (56) _وكذلك في «فتح الباري» 6:129_: (في الغزو).