مناسبات أبواب صحيح البخاري بعضها لبعض

المناسبات من أواخر الحيل التمني

          ولمَّا كانت الحِيَلُ فيها ارتكابُ ما يَخفَى؛ أردف ذلك بتعبير الرُّؤيا؛ لأنَّ ذلك ممَّا يَخفى، ولكنَّه يَظهَر للمُعَتبِر فيه، والحِيَلُ يُخفِي المُحتالُ المقصودَ فيها؛ [فقال: (كتاب التَّعبير)].
          وكان أفضلُ الرُّؤيا رؤيا النَّبيِّ صلعم ؛ فقال: (باب أوَّل ما بُدِئ به رسول الله صلعم من الوحي الرُّؤيا الصَّالحةُ)، ثم: (باب رؤيا الصَّالحين)، ثم: (باب الرُّؤيا مِن الله)، ثم: (باب الرُّؤيا الصَّالحةُ جُزءٌ مِن ستَّةٍ وأربعين جُزءًا من النُّبُوَّة)، ثم: (باب المُبَشِّرات)، ثم: (باب رؤيا يوسف ◙)، ثم: (رؤيا إبراهيم ◙)، ثم: (باب التَّواطُؤ على الرُّؤيا)، ثم: (باب رؤيا [أهل] السُّجون والفَسَاد والشِّرْك، وقوله تعالى: {وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ} إلى قوله: {ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ} [يوسف:36-50])، ثم: (باب مَن رأى النَّبيَّ صلعم في المَنَام)، ثم: (باب رؤيا اللَّيل)، ثم: (باب الرُّؤيا في النَّهار)، ثم: (باب رؤيا النِّساء)، ثم: (باب الحُلْم).
          ثم: (باب اللَّبَن)، ثم: (باب إذا جَرَى اللَّبَن في أطرافه أو أظافره)، ثم: (باب القُمْص في المَنَام)، ثم: (باب الخُضَر)، ثم: (باب كَشْف المَرأة)، ثم: (باب ثِيَاب الحَرير في المَنام)، ثم: (باب المَفاتيح في اليَد)، ثم: (باب التَّعلُّق بالعُروة والحَلْقة)، ثم: (باب عَمُود الفُسْطَاط تحتَ وِسَادَته)، ولم يَذكر فيه شيئًا، ثم: (باب الإِسْتَبْرَق ودُخول الجنَّة في المنام)، ثم: (باب العَين الجارية في المنام)، ثم: (باب نَزْع الماء من / البئر حتى يَرْوَى)، ثم: (باب نَزْع الذَّنُوب والذَّنُوبَين)، ثم: (باب الاستراحة في المنام)، ثم: (باب [القَصْر](1) في المنام)، ثم: (باب الوُضُوء في المنام)، ثم: (باب الطَّوَاف بالكعبة في المنام)، ثم: (باب إذا أَعطى فَضلَه غيرَه في المنام)، ثم: (باب الأَمْن وذَهَاب الرَّوْع في المنام)، ثم: (باب الأَخْذ على اليمين في النَّوم)، ثم: (باب القَدَح في النَّوم)، ثم: (باب إذا طار الشَّيءُ في المنام)، (باب إذا رَأى بَعيرًا يُنحَر)، ثم: (باب النَّفْخ في المنام)، ثم: (باب إذا رأى أنَّه أَخرَج شيئًا مِن كُوَّةٍ فأَسْكَنه مَوضعًا آخَرَ)، ثم: (باب المَرأة السوداء)، ثم: (باب المَرأة الغَابِرة الرأس)، ثم: (إذا هَزَّ سيفًا في المنام).
          ثم: (باب مَن كَذَب في حُلْمه)، ثم: (باب إذا رَأى ما يَكرَه فلا يُخبِر بها ولا يَذكُرها)، ثم: (باب [مَن] لَم يَرَ الرؤيا لأوَّلِ عابرٍ، إذا لم يُصِبْ)، ثم: (باب تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح).
          وذَكر فيها رؤيا النَّبي صلعم الطويلةَ، وقد قال تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} [الإسراء:60]؛ فأعقب ذلك بقوله: (كتاب الفِتَن)، ثم: (باب قول النَّبي صلعم : «سَتَرون بَعدي أمُورًا تُنكِرونَها»)، ثم: (باب قول النَّبي صلعم : «هَلاكُ أمَّتي على يَدِ أُغَيْلِمةٍ سُفهاءَ»)، ثم: (باب قول النَّبي صلعم : «وَيلٌ للعَرَب من شَرٍّ قد اقتَرَب»)، ثم: (باب ظُهُور الفِتَن)، ثم: (باب لا يَأتي زَمانٌ إلَّا والذي بعدَه شَرٌّ منه)، ثم: (باب قول النَّبي صلعم : «مَن حَمَل علينا السِّلاَح فليس مِنَّا»)، ثم: (باب قول النَّبي صلعم : «لا تَرجِعوا من بعدي كُفَّارًا يَضرِب بعضُكم رِقَابَ بعضٍ»)، ثم: (باب تَكون فتنةٌ، القاعدُ فيها خيرٌ من القائم)، ثم: (باب إذا التقى المسلمان بسيفَيهما)، ثم: (باب كيف الأمرُ إذا لم تَكن جماعةٌ؟)، ثم: (باب مَن كَرِه أنْ يُكَثِّر سَوَادَ الفِتَن والظُّلْم)، ثم: (باب إذا بَقي في حُثَالةٍ من الناس)، ثم: (باب التَّعَرُّب في الفِتنة)، ثم: (باب / التعوُّذ من الفِتَن)، ثم: (باب قول النَّبيِّ صلعم : «الفِتنةُ مِن قِبَل المَشرق»)، ثم: (باب الفتنة التي تَمُوج كَمَوج البحر)، ثم: (باب)، فذَكر فيه حديثَ أبي بَكْرَةَ؛ قال: (لقد نَفَعني [اللهُ] بكلمةٍ، أيامَ الجَمَل...)، فذَكره ونحوَه، ثم: (باب إذا أَنزل الله بقومٍ عذابًا)، ثم: (باب قول النَّبيِّ صلعم للحسن بن علي: «إنَّ ابنِي هذا سَيِّدٌ...»)، فذكره، ثم: (باب إذا قال عند قومٍ شيئًا، ثم خَرج فقال بخِلافِه)، ثم: (باب لا تَقوم السَّاعةُ حتى يُغْبَط أهلُ القُبور)، ثم: (باب تغيُّر الزَّمان حتى تُعبَد الأوثانُ)، ثم: (باب خُرُوج النَّار)، ثم: (باب)، فذكر فيه أمُورًا، ثم: (باب ذِكر الدَّجَّال)، ثم: (باب لا يَدخل المدينةَ الدَّجَّالُ)، ثم: (باب يَأْجُوج ومَأْجُوج).
          فلمَّا فَرَغ من تراجم (الفِتَن)، وكانت الفتنُ يُرجَع فيها إلى الحُكَّام، وهُم الذين يَسعَون في تسكين الفتنة غالبًا؛ فقال: (كتاب الأحكام)، ثم: (باب قوله تعالى: {أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء:59])، ثم: (باب الأُمَراء من قريشٍ)، ثم: (باب آخِر مَن قَضى بالحكمة)، ثم: (باب السَّمْع والطَّاعة للإمام، ما لم تكن مَعصيةٌ)، ثم: (باب مَن لم يَسأَل الإِمارةَ أعانَه(2) اللهُ عليها)، ثم: (باب مَن سَأل الإمارةَ وُكِلَ إليها)، ثم: (باب ما يُكرَه مِن الحِرص على الإمارة)، ثم: (باب مَن استُرْعِيَ رَعيَّةً؛ فلم يَنصَح)، ثم: (باب مَن شاقَّ؛ شَقَّ اللهُ عليه)، ثم: (باب القَضَاء والفُتيا في الطَّريق)، (باب [ما] ذُكر أنَّ النَّبيَّ صلعم لم يَكن له بَوَّابٌ)، ثم: (باب الحاكمُ يَحكم بالقتل على مَن وَجَب عليه دونَ الإمام الذي فوقَه)، ثم: (باب هل يَقضي القاضي _أو يُفتي_ وهو غضبان؟)، ثم: (باب مَن رَأى للقاضي أنْ يَحكم بعِلْمه في أَمْر الناس، إذا لَم يَخَف الظُّنونَ والتُّهمةَ)، ثم: (باب الشَّهادة على الخطِّ المختوم، وما يَجوز من ذلك، وما يُضَيَّق عليه، وكِتَاب الحاكم إلى حاكمٍ والقاضي إلى القاضي)، ثم: (باب مَتى يَستوجب الرجلُ القضاءَ؟)، ثم: (باب رِزْق الحُكَّام والعامِلين عليها)، ثم: (باب مَن قضى ولاعَنَ / في المسجد)، ثم: (باب مَن حَكم في المسجد حتى إذا أتى على حَدٍّ؛ أمَر أنْ يُخرَج مِن المسجد فيُقامَ)، ثم: (باب موعظة الإمام)، ثم: (باب الشَّهادة تكون عند الحاكم في ولايته للقضاء _أو قبل ذلك_ للخَصم)، ثم: (باب أَمْر الوالي إذا وَجَّه أميرَين إلى موضعٍ أنْ يَتطاوَعا ولا يَتعاصَيَا)، ثم: (باب إجابة الحاكم الدَّعوةَ)، ثم: (باب هدايا العُمَّال)، ثم: (باب استقضاء المَوَالي واستعمالهم)، ثم: (باب العُرَفاء للناس)، ثم: (باب ما يُكرَه مِن ثناء السَّلطان، وإذا خَرَج؛ قال غيرَ ذلك)، ثم: (باب القضاء على الغائب)، ثم: (باب مَن قُضِي له بحقِّ أخيه فلا يَأخُذْه؛ فإنَّ(3) قضاءَ الحاكم لا يُحِلُّ حرامًا، ولا يُحرِّم حلالًا)، ثم: (باب الحُكم في البئر ونحوِها)، ثم: (باب القضاء في قليل المال وكثيرِه سَوَاءٌ)، ثم: (باب بَيْع الإمام على الناس أموالَهم وضِيَاعَهم)، ثم: (باب مَن لم يَكتَرِث بطَعْن مَن يَطعَن على الأُمراء)، ثم: (باب الأَلَدِّ الخَصِم)، ثم: (باب إذا قضى الحاكمُ بجَوْرٍ _أو خِلافِ أهل العِلم_ مَردودٌ)، ثم: (باب الإمام يَأتي قومًا فيُصلِح بينَهم).
          ثم: (باب ما يُستَحَبُّ للكاتب أنْ يكونَ أمينًا عاقلًا)، ثم: (باب كِتَاب الحاكم إلى عُمَّاله، والقاضي إلى أُمَنائه)، ثم: (باب هل يجوز للحاكم أنْ يَبعث رجلًا وحدَه ليَنظر في الأمر؟)، ثم: (باب تَرجمة الحاكم، وهل يجوز تَرْجُمَانٌ واحدٌ؟)، ثم: (باب محاسَبة الإمام عُمَّالَه)، ثم: (باب بِطَانة الإمام وأهل مَشُورته)، ثم: (باب كيف يُبايِع الإمامُ الناسَ؟)، ثم: (باب مَن بايَع مَرَّتين)، ثم: (باب بَيعة الأَعراب(4))، ثم: (باب بَيعة الصَّغير)، ثم: (باب مَن بايَع، ثم استقالَ البيعةَ)، ثم: (باب مَن بايَع رجلًا [لا] يُبايِعُه إلَّا للدُّنيا)، ثم: (باب بيعة النساء)، ثم: (باب مَن نَكَث بيعةً).
          ثم: (باب الاستِخْلاف)، ثم: (باب)؛ فذَكر فيه: «يَكون اثنا عَشَر أميرًا»، ثم: (باب إِخراج الخصوم وأهلِ الرِّيَب من البُيوت بعد المعرفة)، ثم: (باب هل للإمام أنْ يَمنَع المُجرِمين / وأهلِ المعصية من الكلام معه والزِّيَارةِ ونحوِها؟).


[1] تحرفت في الأصل إلى: (نزح القصير).
[2] في الأصل: ((وأعانه)).
[3] في الأصل: ((وإنَّ)).
[4] في الأصل: ((الأعرابيِّ)).