المتواري على أبواب البخاري

باب ما كان النبي يتجوز من اللباس والبسط

          ░31▒ باب ما كان النبيُّ صلعم يتَّخذ من اللباس والبُسط
          496- فيه ابن عبَّاسٍ عن عمر: «دخلت على النبيِّ صلعم فإذا هو على حصيٍر قد أثَّر في جنبه، وتحت رأسه مِرْفقةٌ من أدَمٍ حشوها ليفٌ، وإذا أُهُبٌ معلَّقةٌ وقَرَظٌ». [خ¦5843].
          497- وفيه هند بنت الحارث عن أمِّ سلمة: «استيقظ النبيُّ صلعم من الليل وهو يقول: لا إله إلَّا الله، ماذا أُنزل الليلة من الفتنة؟ ماذا(1) أُنزل من الخزائن؟ من يوقظ صواحب الحُجَرات(2)؟ كم من كاسيةٍ في الدنيا عاريةٌ يومَ القيامة». [خ¦5844].
          قال الزهريُّ: «وكانت(3) هندٌ لها أزرارٌ(4) / في كمَّيها بين أصابعها».
          [قلتَ رضي الله عنك:] المطابقة بين حديث هندٍ وبين الترجمة من وجهين: أحدهما: أنَّ النبيَّ صلعم قال: «أيقظوا صواحب الحجرات»، يعني أزواجه، ثمَّ حذَّرهنَّ من لباس الشفوف؛ لأنَّ الجسد بها موصوفٌ، فإذا حذَّر نساءه منه فما الظَّنُّ به صلعم ؟ الثاني(5): أنَّ هنداً راوية الحديث فهمت هذا المعنى، فجعلت أزراراً على كميها خشية ظهور طرفها.
          وأفهم البخاريُّ بهذا أن الحديث على غير ما ظَنَّه بعضهم من أنَّ المراد: رُبَّ كاسيةٍ من الثياب عاريةٍ من التقوى، فهي عاريةٌ يوم القيامة، وهذا المعنى يشبه لولا (ما)(6) فهمته هند منه، والله أعلم.
          وتأويل راوي الحديث في سياق التفسير مقدَّمٌ على غيره.


[1] في (ع): «وماذا».
[2] في الأصل: «الحجر».
[3] في (ع): «كانت» بدون واو.
[4] في (ت): «إزار».
[5] في (ع): «والثاني».
[6] ليست في (ع).