مطلع النيرين المختصر من الصحيحين

معاوية بن الحكم السلمي

          مُعاويةُ بنُ الحكَمِ بنِ خالدٍ(1) السُّلَميُّ ☺
          كان يَنزِلُ المدينةَ، وسكَنَ في بني سُلَيمٍ، وهو معدودٌ في أهلِ المدينةِ(2).
          وهو من أفرادِ مُسلمٍ، وهو على شَرطِ البُخاريِّ، ولم يُخرِّجْ عنه(3).
          عنه قالَ: بينا أنا أصلِّي مع رسولِ الله صلعم إذ عطَسَ رجلٌ من القومِ، فقلت: يرحمكَ اللهُ فرمَانِي القومُ بأبصارِهِم، فقلتُ: واثكلَ أمَّياهُ ما شأنُكُم تنظرونَ إليَّ؟ فجعلُوا يضربُونَ بأيدِيهم على أفخاذِهِم فلمَّا رأيتهُم يصمِّتوني لكنِّي سكَّتُّ(4)، فلمَّا صلى رسولُ الله صلعم _فبأَبي هو وأمِّي_ ما رأيتُ معلماً قبلَه ولا بعدَه أحسَنَ تعليماً منهُ، فوالله ما كهَرَني ولا ضرَبَني(5) ولا شتَمَني، قالَ: ((إنَّ هذِهِ الصَّلاةَ لا يصلُحُ فيهَا شيءٌ من كلامِ النَّاسِ، إنَّما هي التَّسبيحُ والتَّكبيرُ وقراءةُ القرآنِ)) أو(6) كما قالَ رسُولُ اللهِ صلعم.
          قلت: يا رسُولَ اللهِ إنِّي حديثُ عهدٍ بجاهليَّةٍ، وقد جاءَ اللهُ بالإسلامِ، وإنَّ منَّا رجالاً يأتونَ الكهَّانَ، قالَ: ((فلَا تأتِهِم)) قالَ: ومنَّا رجالٌ يتطيَّرونَ، قالَ: ((ذاكَ شيءٌ يجدونَهُ في صدورِهِم فلا يصدنَّهم(7))) قالَ: قلت: ومنَّا رجالٌ يخطونَ، قالَ: ((كانَ نبيٌّ من الأنبياءِ يخطُّ فمَن وافَقَ خطَّهُ فذاك)).
          قال: وكانت لي جاريةٌ ترعى غنماً لي قبلَ أحُدٍ والجَوَّانيَّةِ فاطَّلعتُ ذات يومٍ فإذا الذئبُ قَد ذهبَ بشاةٍ من غنمنَا وأنا رجلٌ من بني آدمَ آسَفُ كما يأسفونَ لكن صكَكتُها صكَّةً، فأتيتُ رسول الله صلعم فعظُمَ ذلك عليَّ(8)، قلت: يا رسُولَ اللهِ أفلا أعتقُهَا؟ قالَ: ((ائتِنِي بهَا)) / فأتيتُهُ بها، فقال لها: ((أينَ اللهُ؟)) قالت: في السَّماء، قالَ: ((مَن أنَا؟)) قالت: أنتَ رسول اللهِ، قالَ: ((أعتِقهَا؛ فإنَّها مؤمنَةٌ)).


[1] ((ابن خالد)): ليس في (ز) و(ف).
[2] ((كان ينزل المدينة وسكن في بني سليم وهو معدود في أهل المدينة)): ليس في (ز) و(ف).
[3] ((وهو على شرط البخاري ولم يخرج عنه)): ليس في (ز) و(ف).
[4] في الأصل: ((لكي أسكت)).
[5] ((ولا ضربني)): ليس في (ف).
[6] ((أو)): ليس في الأصل.
[7] في هامش (ز) و(ف): في نسخة: ((فلا يضرنهم)).
[8] في هامش (ز): في نسخة: ((فعظم ذلك عليه)).