مطلع النيرين المختصر من الصحيحين

المسور بن مخرمة بن نوفل القرشي الزهري

          المِسوَرُ بنُ مَخرَمةَ بنِ نَوفَلٍ القُرشيُّ الزُّهريُّ
          يُكْنى: أبا عبدِ الرَّحمنِ، أمُّه: الشِّفاءُ بنتُ عَوفٍ، أختُ عبدِ الرحمنِ بنِ عَوفٍ، وُلدَ بمكَّةَ بعد الهِجرةِ بسنتَينِ، وقَدِمَ به أبوه المدينةَ في عقِبِ ذي الحِجَّةِ سنةَ ثمانٍ، وهو أصغرُ من ابنِ الزُّبيرِ بأربعةِ أشهُرٍ، وسمِعَ من النبيِّ صلعم وحفِظَ عنه، وحدَّثَ عن عمرَ بنِ الخطَّابِ وعبدِ الرحمنِ بنِ عَوفٍ، وكان فقيهاً من أهلِ الفضلِ والدِّينِ، لم يزَلْ مع خالِه عبدِ الرحمنِ بنِ عَوفٍ مُقبِلاً ومُدبِراً في أمرِ الشُّورى، وبقِيَ بالمدينةِ إلى أن قُتلَ عُثمانُ، ثمَّ انحَدَرَ إلى مكَّةَ، وأُنزلَ بها حتى تُوفِّيَ مُعاويةُ، وكَرِهَ بَيعةَ يَزيدَ، فلم يزَلْ بمكَّةَ حتى قدِمَ الحُصَينُ بنُ نُميرٍ مكَّةَ لقِتالِ ابنِ الزُّبيرِ، وفي محاصَرَتِه أهلَ مكَّةَ أصابَ المِسوَرَ حجَرٌ من حِجارةِ المِنجَنيقِ وهو يُصلِّي في الحِجْرِ فقتَلَه، وذلك مُستَهَلَّ ربيعٍ الأوَّلِ سنةَ أربعٍ وستِّينَ، وصلَّى عليه ابنُ الزُّبيرِ بالحَجُونِ، وهو معدُودٌ في المكِّيِّينَ.
          توفِّيَ وهو ابنُ اثنتَينِ وستِّينَ سنةً، وكان المِسوَرُ لحسُنِ دينِهِ ورأيهِ تغشَاه الخَوارجُ وتعظِّمُه وتنتَحلُ رأيه، وقد برَّأَه اللهُ منهم(1).


[1] من قوله: ((يكنى أبا عبد الرحمن... إلى قوله: ...برأه الله منهم)): ليس في (ز) و(ف).