مطلع النيرين المختصر من الصحيحين

المغيرة بن شعبة بن أبي عامر الثقفي

          المغيرةُ بنُ شُعبةَ بنِ أبي عامِرٍ الثقَفيُّ
          يُكْنى: أبا عبدِ اللهِ، وقيل: أبا عيسى، وأمُّه امرأةٌ من بني نضْرِ بنِ معاويةَ، كانَ طُوالاً أصهَبَ الشَّعرِ ضخمَ الهامةِ، وكان يلزَمُ النبيَّ صلعم في مَقامِه وأسفَارِه يَحمِلُ وَضوءَه، ورمَى خاتَمَه في قَبرِ النَّبيِّ صلعم...(1) وكانَ آخِرَهم عَهْداً به، ووَليَ لعمرَ الكوفةَ بعدَ البَصرةِ، ووَليَ الكُوفةَ لمعاويةَ.
          أسلمَ عامَ الخندَقِ، وقدِمَ مُهاجِراً، وقيل: أوَّلُ مشَاهدِهِ الحُديبيَةُ، وكان رجلاً طُوالاً، أُصيبَتْ عينُه يومَ اليرمُوكِ، وكانَ داهيةً، قال الشَّعبيُّ: دُهاةُ العَربِ أربعةٌ: معاويةُ بنُ أبي سفيانَ، وعَمرُو بنُ العاصِ، والمغيرةُ بنُ شُعبةَ، وزيادٌ، فأمَّا معاويةُ فلِلأناةِ والحِلمِ، وأمَّا عَمرٌو فلِلمُعضِلاتِ، وأمَّا المغيرةُ فلِلمُبادَهةِ، وأمَّا زيادٌ فلِلصَّغيرِ والكبيرِ.
          رُويَ أنَّ المغيرةَ أحصَنَ ثلاثَمِائةٍ في الإسلامِ، وقيل: بل ألفاً.
          توفِّيَ سنةَ خمسين من الهجرةِ في شعبانَ بالكُوفةِ، ووقَفَ على قَبرِه مَصقَلةُ بنُ هُبيرةَ الشَّيبانيُّ، فقالَ:
إنَّ تحتَ الأحجارِ حَزْماً                     وجُوداً وخَصيماً ألدَّ ذا مِغْلَاقِ
حَيَّةٌ في الوِجارِ أربَدُ لا                     ينفَعُ منه السَّليمَ نفثُ الرَّاقِي(2)


[1] في الأصل طمس لم أتبينه.
[2] من قوله: ((يكنى أبا عبد الله.. إلى قوله: نفث الراقي)): ليس في (ز) و(ف).