مصباح القاري لجامع البخاري

سورة المؤمن

          ░░░40▒▒▒ سُورَةُ المُؤمِن
          (مَجَازُها)؛ أي: طريقُها؛ أي: حُكمُها حكمُ سائرِ الحروفِ المقطَّعَة من أنَّها لتنبيهِ، أو أنَّ القرآن من جنْسِ الحُرُوفِ، أو أنَّها إشاراتٌ إلى أسماءِ اللهِ، أو أسماء السُّور، أو غير ذلك ممَّا قيل فيها، وقصَّة البيت الذي لشُرَيحٍ أنَّه قيل: محمَّد بن طلحَةَ بن عُبيد الله القرشِي الذي يقالُ له: السِّجاد، يوم الجَمَل كان كلَّما دخلَ عليه رجلٌ قال: نشدتك بـ{حم}، حتى شدَّ عليه شريحٌ فقتلهُ وأنشأ يقول أبياتاً منها هذا البيت.
          وأمَّا وجهُ الاستدلالِ به فهو أنَّه أغرَى به، ولو لم يكُنْ اسماً بل كانت حروفاً متهجَّاةً لما دخل فيه الإعراب ({تَمْرَحُونَ} [غافر:75] تَبْطَرُون) [بالموحدة] والطاء.