مختصر الجامع الصحيح للبخاري

سورة الرحمن

          ░░░55▒▒▒ سُورَةُ الرَّحْمَنِ
          {وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ} [الرحمن:9]: يُرِيدُ لِسَانَ الْمِيزَانِ، وَالْعَصْفُ: بَقْلُ الزَّرْعِ إِذَا قُطِعَ مِنْهُ شَيْءٌ من قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَ فَذَلِكَ الْعَصْفُ، وَالرَّيْحَانُ(1): رِزْقُهُ، وَالْحَبُّ: الَّذِي يُؤْكَلُ مِنْهُ، وَالرَّيْحَانُ: النَّضِيجُ الَّذِي لَمْ يُؤْكَلْ.
          وَقَالَ مُجَاهِدٌ:{كَالفَخَّارِ} [الرحمن:14]: كَمَا يُصْنَعُ الفَخَّارُ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ: المَارِجُ: طَرَفُ النَّارِ الأَحْمَرُ الَّذِي يَكُونُ بِهِ الدُّخَانُ، {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ} [الرحمن:17]: لِلشَّمْسِ فِي الشِّتَاءِ مَشْرِقٌ، وَمَشْرِقٌ فِي الصَّيْفِ، {وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} [الرحمن:17]: مَغْرِبُهَا فِي الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ، {لا يَبْغِيَانِ} [الرحمن:20]: لا يَخْتَلِطَانِ، {الْمُنْشَآتُ} [الرحمن:24]: مَا رُفِعَ قِلْعُهُ(2) مِنَ السُّفُنِ الشُّوَاظُ: لَهَبٌ مِنْ نَارٍ، {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الرحمن:46] يَهُمُّ بِالْمَعْصِيَةِ فَيَذْكُرُ اللَّهَ فَيَتْرُكُهَا، {مُدْهَامَّتَانِ} [الرحمن:64]: سَوْدَاوَانِ مِنَ الرِّيِّ، {صَلْصَالٍ} [الرحمن:14]: طِينٌ خُلِطَ بِرَمْلٍ فَصَلْصَلَ كَمَا يُصَلْصِلُ الْفَخَّار.
          وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ:{بَرْزَخٌ} [الرحمن:20]: حَاجِزٌ، {نَضَّاخَتَانِ} [الرحمن:66]: فَيَّاضَتَانِ.
          وَقَالَ الْحَسَنُ:{فَبِأَيِّ آلاءِ} [الرحمن:55]: نِعَمِهِ، وَقَالَ قَتَادَةُ:{رَبِّكُمَا} [الرحمن:55]، يَعْنِي: الْجِنَّ وَالإِنْسَ.
          وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ:{كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ(3)} [الرحمن:29]: يَغْفِرُ ذَنْبًا، وَيَكْشِفُ كَرْبًا، وَيَرْفَعُ قَوْمًا، وَيَضَعُ آخَرِينَ، {ذُو الجَلالِ} [الرحمن:27] العَظَمَةِ، {مَارِجٌ} [الرحمن:15] خَالِصٌ مِنَ النَّارِ، {سَنَفْرُغُ لَكُمْ} [الرحمن:31] سَنُحَاسِبُكُمْ، لا يَشْغَلُهُ شَيْءٌ عَنْ شَيْءٍ، وَهُوَ مَعْرُوفٌ فِي كَلامِ العَرَب.
          وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الحَوْرَاء: سُودُ الْحَدَقِ.
          وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {مَقْصُورَاتٌ} [الرجمن:72]: مَحْبُوسَاتٌ، قُصِرَ طَرْفُهُنَّ وَأَنْفُسُهُنَّ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ، {قَاصِرَاتٌ} [الرحمن:56]: لا يَبْغِينَ غَيْرَ أَزْوَاجِهِنَّ.


[1] في هامش الأصل: «والريحان في كَلَام العرب الرزق: هـــ هـــــه».
[2] في هامش الأصل: قوله: «قِلعه»: بكسر القاف، وهو شراع السفينة.
[3] في هامش الأصل: قوله: «{كل يوم هو في شأن} يغفر ذنبًا، ويكشف كربًا، ويرفع قومًا ويضع آخرين» وقال غيره: يخرج في كل يوم ثلاث عساكر عسكر من الأصلاب إلى الأرحام، وآخر من الأرحام إلى الأرض، وآخر إلى القبور.