مطالع الأنوار على صحاح الآثار

التاء مع الفاء

          التَّاء مع الفَاء
          249- قوله: «وإلقاء التَّفَث» فسَّره مالكٌ بأنَّه حِلاقُ الشَّعَرِ، ولبسُ الثِّيابِ، وشِبهُه، وقال أبو عُبيدَةَ نحوه، وقال ابنُ شُميلٍ: هو في كلامِ العَربِ إذهابُ الشَّعث، قال الأزهريُّ: لا يُعرَف في كلام العَربِ إلَّا من قول ابنِ عبَّاسِ وأهلِ التَّفسيرِ.
          250- قوله: «ثمَّ يتفِل» بكَسرِ الفاء، والتَّفْلُ بسكونها وفتح التَّاء، وفي التَّيمُّم: «وتفَل فيهما» [خ¦340]، و«تفَل في فِيِّ الصَّبي» [خ¦3909]، و«اّْتْفِل» في الأمر بكَسرِ الفاء، و في أهل الجنَّةِ: «لا يَتفِلون» [خ¦3327] بالكسر أيضاً؛ كلُّه من البُصاق، والنَّفخ بالبُصاق القَليلِ، والنَّفثُ مِثلُه إلَّا أنَّه ريح بغَيرِ بُصاقٍ، وقيل: هما بمعنًى، وعليه يدُل قوله في التَّيمُّم: «وتفل فيهما» [خ¦340] إذ ليس بمَوضعِ بُزاقٍ، وقيل: بعَكسِ ما تقدَّم فيهما، والتَّفَل بفتح التَّاء والفاء البُزاقُ نَفسُه، ورواه بعضُهم عن القابِسيِّ بثاء مُثلَّثة، وهو وَهمٌ، وكذلك الرِّيح الكَرِيهة.
          ومنه قوله: «وليخرجن تَفِلات»؛ أي: غير مُتطيِّبات لئلَّا يحركْنَ الرِّجال بريحِ طِيبِهنَّ، وكذلك / في حَديثِ غُسلِ الجُمعةِ: «ولهم تَفَل»؛ أي: رائِحةٌ كَرِيهةٌ.
          وأما صِفةُ أهلِ الجنَّة فرُوِيت «لا يَتفِلون» بكَسرِ الفاء، ولم يَروِه أحدٌ بفَتحِها، ولا يحتَمِل الكسر إلَّا البُصاق؛ لأنَّ الفِعلَ منه تَفَلَ يتفُل تفْلاً، ويقال: من الرَّائحةِ الكَريهةِ تَفِل يتفِل تَفَلاً فهو تَفِلٌ، فهو بالبُصاق أشبه، كما وصَفَهم بأنَّهم: «لا يبصُقُون ولا يمتَخِطُون» [خ¦3245]، ولو رُوِي بفَتحِ الفاء لكان معناه لا تَنْتِن روائحهم وعرقهم.
          251- قوله: «وكان تافِهاً»؛ أي: حقيراً يسِيراً لا خطَر له.