مطالع الأنوار على صحاح الآثار

التاء مع الميم

          التَّاء مع المِيمِ
          244- قوله: «بكَلِمات الله التَّامَّة» [خ¦3371]، و«لعنَة الله التَّامَّة»، و«الدَّعوة التَّامَّة» [خ¦614] قيل: هي الكامِلَة، ومعنى كمال الكَلِمات أنَّه لا يدخُلُها نقصٌ ولا عيبٌ كما يدخُل كلامَ النَّاسِ، وقيل: «التَّامَّة» النَّافِعة الشَّافِية ممَّا يتعوَّذ منه بها، وقيل: «الكَلِمات» هنا القُرآن، وكمالُ الدَّعوة أنَّ الأذانَ دُعاءٌ إلى طاعةِ الله تعالى وعِبادَته، وفلاح في الآخِرَة دائم، وثوابٌ كاملٌ، وغير دعوة الأذان من الدَّعوات لأمور الدُّنيا الخاصَّة النَّاقِصة المُكدِّرة المعيبة، وكمالُ اللَّعنة المُوجِبة للبُعد من الرَّحمة والعذاب السَّرمد، وقد تكون «التَّامَّة» في الدَّعوة واللَّعنة بمعنى الواجبة والحاقَّة اللَّازمة بالشَّرعِ، وفي الكلماتِ من الأوامر والنَّواهي والأخبار الوَاجِبة صِدقاً وعَدلاً، كما قال جلَّ وعزَّ: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ} الآية [الأنعام:115]؛ أي: حقَّت ووجَبَت.
          وفي «بابِ إلحاقِ الوَلدِ»: «فإن / ولدت ولداً تامَّاً»، كذا ليحيَى، ولغَيرِه: «تماماً»، وهما بمعنَى تمام أمدِ الحمل وكَمالِه، ويقال: بفَتحِ التَّاء وكَسرِها.
          ومنه قول أسماءَ: «وأنا مُتِمٌّ» [خ¦3909]؛ أي: أكمَلْتُ مُدَّة حملي وحان وَضعِي، وكلُّ شيءٍ يقال فيه: تمام بفَتحِ التَّاءِ، إلَّا ليل التِّمام فهو بالكَسرِ لا غيرُ، وهو أطوَل اللَّيالي، وقيل: ليلةُ كمالِ القَمرِ.
          245- قوله: «فيه تَمتَمةٌ» [خ¦3392] هو تحبُّس اللِّسان وتردُّده إلى لفظٍ كأنَّه التَّاء والميم، واسمُ الرَّجل منه تَمتَامٌ، وقال ابنُ دُريدٍ: هو ثقلُ النُّطق بالتَّاءِ.