تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث: نعم فهل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة

          1755- (الحَطْمُ) الكَسْرُ والدَّفْعُ، قالَ الشاعرُ:
          قَدْ لَفَّهَا اللَّيْلُ بِسَوَّاقٍ حُطَمْ
          لأنَّ السائقَ إذا أزْعَجَها في السَّيرِ تَدَافَعَ بَعْضُهَا على بَعْضٍ.
          (الرِّكَابُ) المَطِيُّ، وإنما سُمِّيتْ مَطِيَّةً لأنه يُركَبُ مَطَاهَا، والمَطَا الظَّهْرُ، ومنه: امْتَطيتُ البعيرَ.
          (مَكْدُوْسٌ) كذا وقعَ، وقد سَمِعْتُ بعضَهم يقولُ: إنه تَصْحِيْفٌ من الرواةِ، وإنما هو مَكَرْدَسٌ، والمُكَرْدَسُ: هو الذي جُمِعَتْ يداهُ ورجلاهُ في وقوعِهِ، فإن صحتْ الروايةُ في مَكْدُوْسٍ فلَعَلَّهُ من الكُدْسِ، وهو المُجتمِعُ من الطعامِ، فيرجعُ إلى المعنى الأولِ، والله أعلم.
          (الحُمَمُ) الفَحْمُ.
          (الحِبَّةُ) بكسرِ الحاءِ: هي الثابتَةُ في حَميلِ السَّيلِ من بُزُوْرِ البَقْلِ، قالهُ الفرَّاءُ، وقالَ أبو عمرٍو: وهو نَبْتٌ ينبُتُ في الحشيشِ صِغارٌ، وقالَ الكِسَائِيُّ: هي حَبُّ الرَّياحينِ، الواحدةُ حِبَّةٌ، وفي ((المجمل)): / الحِبَّةُ _بالكسرِ_ بُذُوْرُ الرَّياحينِ، الواحدةُ حِبَّةٌ، فأما الحِنْطَةُ ونحوُها فهو الحَبُّ بالفتحِ لا غير. وقالَ النَّضرُ بنُ شُمَيْلٍ: الحِبَّةُ، بضمِّ الحاءِ وتخفيفِ الباء: القَضِيْبُ من الكَرْمِ، يُغرسُ فيصيرُ حَبْلَةً، والحَبْلَةُ: الكَرْمُ، بإسكان الباءِ، وقد تُفتحُ الباءُ، والحِبَّةُ: بكسرِ الحاءِ وتشديدِ الباء: اسمٌ جامعٌ لحُبُوْبِ البُقُوْلِ التي تنتشرُ إذا هاجَتْ، ثم إذا مُطِرَتْ من قابلٍ نَبَتَتْ، قالَ: والحِبَّةُ من العِنبِ تُسمَّى حَبَّةً، وحَبُّ تلكَ الحَبَّةِ: حُبَةٌ، بالضمِّ والتَّخفيفِ. قال أبو عُبَيْدٍ: كُلُّ شيءٍ له حَبٌّ فاسِمٌ الحَبَّ منهُ: حِبَّةٌ، فأما الحِنطةُ والشعيرُ فحَبَّةٌ لا غير.
          (حَمِيْلُ السَّيْلِ) كُلُّ ما حملهُ السَّيلُ، وكُلُّ محمولٍ فهو حَمِيْلٌ، قالهُ الأصمعيُّ، وقالَ أبو سعيدٍ الضَّريرُ: حَميلُ السَّيلِ ما جاءَ به من طينٍ أو غُثَاءٍ، فإذا اتَّفَقَ فيه الحِبَّةُ واشتهرَتْ على شطِّ مَجْرَى السَّيلِ؛ فإنها تَنبُتُ في يومٍ وليلةٍ، وهي أسرعُ نابِتَةً نَبَاتاً، وإنما أُخْبِرَ بسرعةِ نَبَاتِهِمْ، وهذا فائدةُ الخبرِ. وفي حديثٍ آخرَ: «حَمَائِلُ السَّيْلِ»، وهو جمعُ حَميلِ السَّيلِ.
          (الضَّبَائِرُ) جماعاتُ النَّاسِ، وكأنها جمع ضِبَارَةٍ، مثل عِمَارَةٍ وعَمائرٍ، يُقالُ: جَاؤوا ضَبَائِرَ؛ أي جماعاتٍ في تفرقَةٍ، وإِضْبَارَةُ الكتبِ ما حواهَا من ذلك، وضبَرَ الفَرَسُ إذا جمعَ قوائمَهُ.
          (بُثَّ الشَّيءُ) يُبَثُّ بثّاً إذا فُرِّقَ، ويُقالُ للشيءِ المُتَفَرِّقِ: بَثٌّ، وقيلَ للبثِّ الذي هو الحُزْنُ: بثّاً لأنكَ تُبَاثُّهُ الناسَ وتُعَرِّفهم وتُفْشِيْهِ فيهم وتُفرِّقُ ذكرَهُ في فِرَقِهِمْ، قال تعالى: {وَبَثَّ فِيْهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ} [البقرة:164] أي فرَّقَ. {وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ} [الغاشية:16] أي مُتَفَرِّقَةٌ في مجالِسهم.
          (لا تُضَامُوْنَ في رُؤْيَتِهِ) ورُوِيَ: لا تُضَارُونَ بالتخفيفِ من الضَّيرِ، أي لا يُخالفُ بعضُكم بَعضاً ولا تتنازعونَ، يُقَالُ: / ضَارَرْتُهُ مُضارَّةً إذا خالفتَهُ، ويُقالُ: ضَارَهُ يَضيرُهُ، وأهلُ العاليةِ يقولونَ: يَضُوْرُهُ. وقيلَ: لا تُضارُّونَ بالتشديدِ، أي لا تَضَايَقُوْنَ، والمُضارَّةُ المضايقَةُ، والضَّرَرُ الضِّيقُ، وأضرَّني لَزِق بي فضيَّقَ عليَّ. ورُوِيَ: لا تُضَامُوْنَ في رُؤْيَتِهِ؛ أي لا ينضمُّ بَعضُكم إلى بعضٍ في وقتِ النَّظرِ لإشكالهِ وخفائهِ كما تفعلونَ بالهلالِ، ويُرْوَى: لا تُضَامُوْنَ بالتَّخفيفِ أي لا ينالُكم ضَيْمٌ في رؤيتهِ بعضُكم دونَ بعضٍ، بل تَسْتَوونَ في الرؤيةِ، وقالَ ابن الأنباريِّ: لا يقعُ لكم في الرؤيةِ ضَيْمٌ، وهو الذُّلُّ والصَّغَارُ. وأما قولُهُ: لا تُضارُّونَ يجوزُ أن يكونَ على معنى لا تُضارِرُوْنَ بَعضكم، أي لا تُخَالفُونهم ولا تجادِلُونَهم بصحةِ النَّظرِ، فتُسكنُ الراءُ الأُولى وتُدْغَمُ في التي بعدها، ويُحذفُ المفعولُ لبيانِ معناهُ. ويجوزُ في معنى لا تُضَارَرُوْنَ، أي لا تَنَازَعُونَ. وقال ابنُ عَرَفَةَ: أرادَ لا تَجادَلونَ فتكونوا أحزاباً يُضَارُّ بعضكُم بعضاً، ومن ذلك سُمِّيَتْ الضَّرَّةُ لمُضارَّتها الأُخرى، قالَ: ومعنى قوله لا تُضَامُوْنَ: أي لا يَصُدُّكُم شيءٌ دونَ رُؤْيَتِهِ، وهذهِ الأقوالُ متقاربةٌ.
          (مَكَانٌ دَحْضٌ مَزِلَّةٌ) أي زَلَقٌ لا تثبتُ الأقدامُ فيه.
          (الخَطَاطِيْفُ) واحدُهَا خُطَّافٌ، وهي حديدةٌ حَجْناءُ، كالمِحجِنِ مُنْعَقِفَةٌ، وكلُّ مُنْعَقِفٍ مُعْوَجِّ الطَّرَفِ خُطَّافٌ، ومنه الخُطَّافُ الذي يُخرَجُ به الدلو من البئرِ، ويَخطَفُهُ من قَعْرِهِ ويُسرِعُ بإخراجِهِ، وقال تعالى: {فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ} [الحج:31] أي تَستلِبُهُ اسْتلاباً سَريعاً، والخَطفُ أخذُ الشيءِ بِسُرْعَةٍ.
          (الحَسَكُ) حَسَكُ السَّعدانِ، جمعُ حَسَكَةٍ، وهي شوكةٌ، حديدةٌ صُلْبَةٌ، ويُقالُ للرجلِ إذا كانَ خَشِناً: إنه لحَسَكةٌ.
          (مَكْدُوْسٌ وَمُكَرْدَسٌ) مُتقاربانِ: وهو المكبوبُ في النارِ، وهو رَميٌ لا رفقَ فيهِ. /
          (السَّحْبُ) الجَّرُّ، وفلانٌ يسحبُ ثوبَهُ، أي يجرُّهُ.