المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

حديث: أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل سنة مرة

          1889- قال البخاريُّ: حدثنا يحيى بن قزعة: حدَّثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن عروة، عن عائشة. [خ¦3625]
          وحدثنا أبو نعيم: حدَّثنا زكرياء عن فراس. [خ¦3623]
          وحدثنا موسى بن إسماعيل عن أبي عوانة [خ¦6285] : حدَّثنا فراس، عن عامر، عن مسروق قال: حدثتني عائشة أم المؤمنين: إنا كنا أزواج النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم عنده جميعًا، لم تغادر منا واحدة، فأقبلت فاطمة تمشي، لا والله ما تخفى مشيتها من مشية رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فلما رآها؛ رحب بها وقال: «مرحبًا بابنتي»، ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم سارَّها فبكت بكاء شديدًا، فلما رأى حُزْنها؛ سارَّها الثانية، إذا هي تضحك.
          قال زكرياء: / قالت: فقلت: ما رأيت كاليوم فرحًا أقرب من حزن.
          قال أبو عوانة: قالت: فقلت لها أنا من [بين] نسائه: خصك رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بالسر من بيننا ثم أنت تبكين، فلما قام؛ سألتها: عما ساركِ؟ قالت: ما كنت لأفشي على رسول الله سره، فلما توفي؛ قلت لها: عزمتُ عليك بما لي عليك من الحق لما أخبرتني، قالت: أما الآن؛ فنعم، فأخبرتني قالت: أما حين سارني في الأمر الأول؛ فإنه أخبرني: أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل سنة مرة، «وإنه قد عارضني به العام مرتين، ولا أرى الأجل إلا قد اقترب، فاتقي الله واصبري، فإني نعم السَّلَفُ أنا لك»، قالت: فبكيت بكائي الذي رأيتِ، فلما رأى جزعي؛ سارني الثانية، قال: «يا فاطمة؛ ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين، أو سيدة نساء هذه الأمة».
          زاد عروة عن عائشة قالت: ثم سارني فأخبرني أني أول أهل بيته أتبعه، فضحكت.
          وخرَّجه في علامات النبوة، وفي باب مرض النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ووفاته...؛ الباب. [خ¦3623] [خ¦4433]