المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

حديث: اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة وأشد

          853- قال البخاريُّ: حدثنا قتيبة، عن مالك، عن هشام بن عروة. [خ¦5654]
          (ح): وحدثنا عبيد بن إسماعيل: حدثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: لما قدم رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم المدينة؛ وُعِك أبو بكر وبلال. [خ¦1889] قال مالك: قالت: فدخلت عليهما، فقلت: يا أباه؛ كيف تجدك؟ ويا بلال كيف تجدك؟. قالت: وكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول:
كل امرئ مصبَّحٌ في أهـله                     والموت أدنى من شراك نعله
          وكان بلال إذا أُقلع عنه يرفع عقيرته يقول:
ألا ليت شعري هل أبيتنَّ ليلةً                     بوادٍ وحولي إذخرٌ وجليــــــلُ
وهل أردَنْ يومًا مياه مَجِــــنَّةٍ                     وهل يبدوَنَّ لي شامةٌ وطـَــفِيلُ
          قال مالك: قالت عائشة: فجئت إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فأخبرته فقال: «اللهم؛ العن شيبة بن ربيعة وعُتبة بن ربيعة وأمية بن خلف كما أخرجونا من أرضنا إلى أرض الوباء»، ثم قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «اللهم؛ حبب إلينا المدينة كحبنا مكة وأشد، اللهم؛ بارك لنا في صاعنا وفي مدنا، وصححها لنا(1)، وانقل حماها إلى الجُحفة». قالت: وقدمنا المدينة وهي أوبأ أرض الله، قالت: فكان بُطحان يجري نَجَلًا؛ تعني: ماء آجِنًا.
          وخرَّجه في باب مشاهد النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بالمدينة مختصرًا، وباب عيادة النساء الرجال، وباب مقدم النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وأصحابه المدينة، وباب من دعا برفع الوباء والحمَّى. [خ¦5654] [خ¦3926] [خ¦5677]


[1] حاشية في الأصل من نسخة: (وصحح لنا).