المتواري على أبواب البخاري

باب من توضأ في الجنابة ثم غسل سائر جسده

          ░16▒ باب من توضَّأ في الجنابة، ثمَّ غسل سائر جسده ولم يُعِدْ غسل(1) مواضع الوضوء مرَّة أخرى
          44- فيه ميمونة ♦: «أنَّها وضعت للنَّبيِّ صلعم وَضُوء الجنابة، (فأكفأ بيمينه على يساره مرَّتين أو ثلاثاً، ثمَّ غسل فرجه)(2)، ثمَّ أفاض على رأسه الماء، ثمَّ غسل جسده...» الحديث. [خ¦274].
          [قلتَ رضي الله عنك:] إن قلتَ: كيف تُستفاد التَّرجمة من الحديث، وإنَّما قالت: «ثمَّ توضَّأ، ثمَّ أفاض على رأسه، ثمَّ غسل جسده»، فدخل في قولها: «ثمَّ غسل جسده» الأعضاءُ التي تقدَّم غسلها؛ لأنَّها من جملة الجسد؟ قلتُ: استخراجها منه بعيدٌ لغةً ومحتملٌ عرفاً، إذ لم يُذكر(3) إعادة غسلها، وذِكْر الجسد بعد ذِكْر الأعضاء المُعيَّنة يُفهِم عرفاً بقيَّةَ الجسد لا جملته؛ (لأنَّ الأصل عدم التكرار)، والله أعلم.
          وظنَّ الشَّارح أنَّ لفظ الحديث في الطَّريق المتقدِّمة على التَّرجمة أقعد بهذه التَّرجمة، فإنَّها قالت فيه: «ثمَّ أفاض على سائر جسده»، فانتقد على البخاريِّ كونه ذكر هذه الطَّريق وغيرها أبينُ منها في قصده، وليس كما ظنَّه، بل في قوله «سائر» قوَّة عمومٍ يتناول (عرفاً) بها الجميع(4)، وما يخلِّص التَّرجمة من اللَّفظ إلَّا العرفُ في سياقة(5) مثله لا اللُّغة، والله أعلم.


[1] في (ت) و(ع): «ولم يغسل».
[2] في (ت) و(ع): «فغسل يديه، ثم توضأ وضوء الصلاة».
[3] في (ع): «إذا لم تذكر».
[4] في (ت): «الجمع».
[5] في (ت) و(ع): «سياقه».