مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الثاء مع الغين

          الثَّاء مع الغَين
          289- قوله: «كالثَّغب» [خ¦2964] يعني ما بقِي من الدُّنيا، وهو ما يَبقَى من الماء في المُستَنقع من المَطرِ، وقيل: هو ماءٌ صافٍ يستنقع في صَخرةٍ، وقيل: بقيَّة الماء في بطن الوادي ممَّا تحفره المَسايل فتُغادِرُ فيه الماء، وتجمعُ على ثِغاب وأَثغابٍ وثِغبانٍ، وقيل: هو المَوضِع المُطمَئنُّ من أعلَى الجبَلِ.
          290- وقوله: «ثُغرَة نَحْرِه» [خ¦3887] بضمِّ الثَّاء هي النُّقرةُ التي بين التَّرقُوتَين حيث تنحرُ البَعيرُ.
          وقوله: «نَسْتَبِقْ إلى ثُغْرَةِ ثَنِيَّةٍ» يعني مَدخلها وما انكشَفَ منها، وثغرُ العَدوِّ ما يلي داره، والثَّغرةُ الثُّلمةُ تُهدَم من حائط وشِبْهه، وأصلُ الثَّغرِ الكَسرُ والهدمُ، وأثغر الصَّبيُّ إذا سقَطَت أسنانه وإذا نبَتَت، ويقال: اثَّغَر واتَّغَر أيضاً بمعنًى واحدٍ افْتَعل، رُدَّت التَّاء في اتَّغَر إلى لفظ الثَّاء للإدْغامِ فيها، كما قالوا: اتَّأر واثَّأر من الثَّأر، ومن قاله بالتَّاء المُشدَّدة غلَّبها على الثَّاء لكونها أصلاً في الكَلِمة كما قالوا: اتَّأر من الثَّأر واّْذَّكر واضَّجع، واّْتَّأر واّْدَّكر واّْطَّجع مع إبدالهم التَّاء طاءً ودالاً لتقارُبهما، ويقال: ثغر إذا سقَطت أسنانه لا غير. قال ابن قُرقُول(1) : والثَّغرُ / أصلُه الفتحُ في الشَّيءِ يُنفَذ منه إلى ما وراءه.
          291- قوله: «كأنَّ رأسَه ثَغَامةٌ أو كالثَّغَام» هو نبتٌ أبيض الزَّهرِ والثَّمر، يُشبَّه بياضُ الشَّيبِ به، قال ابنُ الأعرابيِّ: هي شجَرَة تبيَّضُّ كأنَّها الثَّلجُ، وأخطَأ فيه بعضُ الكُبراءِ من الأندلُسيِّين فقال: الثَّغام طير أبيض، ولغَيرِه فيه ما كان أقبح من هذا.


[1] في هامش (س): (قوله: قال ابن قرقول إلى آخره قاله عياض في «المشارق»). ولم أقف عليه في المشارق.