الجمع بين الصحيحين لابن الخراط

حديث: لما انقضت عدة زينب

          1783- مسلمٌ: عَنْ أنسِ بنِ مالكٍ قالَ: لمَّا انقضتْ عدَّةُ زينبَ قالَ رسولُ اللهِ صلعم لزيدٍ: «اذكرها(1) عليَّ»، قالَ: فانطلقَ زيدٌ حَتَّى أتاها وهي تخمِّرُ عجِينها، قالَ: فلمَّا رأيتُها عظمَتْ في صدري، حَتَّى مَا أستطيعُ أنْ أنظرَ إليها أنَّ رسولَ اللهِ صلعم ذكرَها، فولِّيتُها ظهري، ونكصتُ على عقبي، فقلتُ: يا زينبُ؛ أرسلَ رسولُ اللهِ صلعم يذكرُكِ، قالتْ: مَا أنا بصانعةٍ شيئًا حَتَّى أؤامِرَ ربِّي ╡، فقامت إلى مسجدِها ونزلَ القرآنُ، وجاءَ رسول اللهِ صلعم، فدخلَ عليها بغيرِ إذنٍ، قالَ: ولقد رأيتُنا أنَّ رسولَ اللهِ صلعم أطعمْنا الخبزَ واللَّحمَ حَتَّى امتدَّ النَّهارُ، فخرجَ النَّاسُ وبقيَ رجالٌ يتحدَّثونَ في البيتِ بعدَ الطَّعامِ، فخرجَ رسولُ اللهِ صلعم واتَّبعتُهُ، فجعلَ يتتبَّعُ(2) حُجَرَ نسائهِ، فيُسلِّمُ عليهنَّ، ويقلنَ: يا رسولَ الله؛ كيفَ وجدتَ أهلكَ؟ قالَ: فما أدري أنا أخبرتُهُ أنَّ القومَ قد خرجوا أوْ أخبرني، قالَ: / فانطلقَ حَتَّى دخلَ البيتَ، فذهبتُ أدخلُ معهُ فألقى السِّترَ بيني وبينهُ ونزلَ الحجابُ، قالَ: ووُعِظَ القومُ بما وُعِظوا بِهِ.
          زادَ في طريقٍ أخرى: {لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ} إلى قوله: {وَاللهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ} [الأحزاب:53] .
          لمْ يذكرِ البُخاريُّ منْ أوَّلِ الحديثِ إلى قولِهِ: بغيرِ إذنٍ.
          وذكرَهُ البُخاريُّ في تفسيرِ سورةِ الأحزابِ [خ¦4793] قالَ فيهِ: قالَ أنسٌ: فخرجَ النَّبيُّ صلعم، فانطلقَ إلى حُجْرَةِ عائشةَ، فقالَ: «السَّلامُ عليكم أهلَ البيتِ ورحمةُ الله»، فقالتْ: وعليكَ السَّلامُ ورحمةُ اللهِ، كيفَ وجدتَ أهلكَ؟ باركَ الله لكَ، فتقرَّى حُجَرَ نسائهِ كُلِّهنَّ يقولُ لهنَّ كما يقولُ لعائشةَ، ويقلنَ لهُ كما قالتْ عائشةُ... الحديثَ.
          [وفي لفظٍ آخرَ: ثُمَّ خرجَ إلى حُجَرِ أمِّهاتِ المؤمنينَ كما يصنعُ صبيحةَ بنائهِ، فيسلِّمُ عليهنَّ ويدعو لهنَّ ويسلِّمْنَ عليهِ ويدعونَ لهُ، فلمَّا رجعَ إلى بيتهِ رأى رجلينِ جرى بهما الحديثُ](3) ، فلمَّا رآهما رجعَ، وذكرَ بقيَّةَ الخبرِ. [خ¦4794]


[1] في (ت) و(ج) و(ح) و(ش): (فاذكرها).
[2] في (ق): (يتبع).
[3] سقط من (ج).