إرشاد الساري إلى اختصار صحيح البخاري

حديث: خسفت الشمس على عهد النبي

          743- حَدِيثُهُ صلعم: «خَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلعم، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلعم وَالنَّاسُ مَعَهُ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا نَحْوًا مِنْ سُورَةِ البَقَرَةِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا دُونَ القِيَامِ الأوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الأوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ قَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ القِيَامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ / فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ انْصَرَفَ وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ»، فَقَالَ: إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، لَا يَخْسِفَانِ لِمَوتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيتُمْ ذَلِكَ فَاذْكُرُوا اللهَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ؛ رَأَيْنَاكَ تَنَاوَلْتَ شَيْئًا في مَقَامِكَ هَذَا، ثُمَّ رَأَيْنَاكَ تَكَعْكَعْتَ، قَالَ: «إِنِّي رَأَيْتُ الجَنَّةَ _أَو أُرِيتُ الجَنَّةَ_ فَتَنَاوَلْتُ مِنْهَا عُنْقُودًا، وَلَو أَخَذْتُهُ لَأَكَلْتُمْ مِنْهُ مَا بَقِيَتِ الدُّنْيَا، وَرَأَيْتُ النَّارَ فَلَمْ أَرَ كَاليَومِ مَنْظَرًا قَطُّ، وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ، قَالُوا: لِمَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: يَكْفُرْنَ(1)، قِيلَ: يَكْفُرْنَ بِاللهِ؟ قَالَ: يَكْفُرْنَ العَشِيرَ، وَيَكْفُرْنَ الإِحْسَانَ، لَو أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ، ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ»، رَوَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ. [خ¦5197]
          وَفِي لَفْظٍ: عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: أَتَيْتُ عائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلعم حِينَ خَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَإِذَا النَّاسُ قِيَامٌ يُصَلُّونَ، وَإِذَا هِيَ قائِمَةٌ تُصَلِّي، فَقُلْتُ: مَا لِلنَّاسِ؟ فَأَشَارَتْ بِيَدِهَا نَحْوَ السَّمَاءِ وَقَالَتْ: سُبْحَانَ اللهِ! فَقُلْتُ: آيَةٌ؟ فَأَشَارَتْ أَنْ(2) نَعَمْ، فَقُمْتُ حَتَّى تَجَلَّانِيَ العَشْيُ، وَجَعَلْتُ أَصُبُّ فَوقَ رَأْسِيَ مَاءً، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صلعم حَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «مَا مِنْ شَيْءٍ كُنْتُ لَمْ أَرَهُ إِلَّا قَدْ رَأَيْتُهُ فِي مَقَامِي هَذَا، حَتَّى الجَنَّة وَالنَّار، وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيَّ أنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي القُبُورِ مِثْلَ _أَو قَرِيبًا_ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ _لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ_ يُؤْتَى أَحَدُكُمْ، فَيُقَالُ: مَا عِلْمُكَ بِهَذَا الرَّجُلِ؟ فَأَمَّا المُؤْمِنُ _أَوِ المُوقِنُ، لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ_ فَيَقُولُ: هُوَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، جَاءَ بِالبَيِّنَاتِ وَالهُدَى، فَأَجَبْنَا وَآمَنَّا وَاتَّبَعْنَا، فَيُقَالُ: نَمْ صَالِحًا، فَقَدْ عَلِمْنَا إنْ كُنْتَ لَمُؤْمِنًا، وَأَمَّا المُنَافِقُ _أَوِ المُرْتَابُ، لَا أدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ_ فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي، سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا، فَقُلْتُهُ». [خ¦184]
          وَفِي لَفْظٍ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَقَامَ النَّبِيُّ صلعم فَزِعًا يَخْشَى أَنْ تَكُونَ السَّاعَةُ، فَأَتَى المَسْجِدَ فَصَلَّى / بِأَطْوَلِ قِيَامٍ وَرُكُوعٍ وَسُجُودٍ رَأَيْتُهُ قَطُّ يَفْعَلُهُ، قَالَ: «هَذِهِ الآيَاتُ الَّتِي يُرْسِلُ اللهُ لَا تَكُونُ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَياتِهِ، وَلَكِنْ يُخَوِّفُ اللهُ بِهِ عِبَادَهُ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ فَافْزَعُوا إِلَى ذِكْرِهِ وَدُعَائِهِ وَاسْتِغْفَارِهِ». [خ¦1059]
          وَفِي لَفْظٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلعم صَلَّى صَلَاةَ الكُسُوفِ، فَقَامَ... إِلَى قَوْلِه: ثُمَّ انْصَرَفَ، فَقَالَ: «دَنَتْ مِنِّيَ الجَنَّةُ حَتَّى لَوِ اجْتَرَأْتُ عَلَيْهَا لَجِئْتُكُمْ بِقِطَافٍ مِنْ قِطَافِهَا، وَدَنَتْ مِنِّيَ النَّارُ حَتَّى قُلْتُ: أَيْ رَبِّ، وَأَنَا مَعَهُمْ؟ فَإِذَا امْرَأَةٌ _حَسِبْتُ أَنَّه قَالَ:_ تَخْدِشُهَا هِرَّةٌ، قَالُوا: حَبَسَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ جُوعًا، لَا أَطْعَمَتْهَا وَلَا أَرْسَلَتْهَا تَأْكُلُ» قَالَ نَافِعٌ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: مِنْ خَشِيشِ أَو خَشَاشِ الأَرْضِ. [خ¦745]
          وَفِي لَفْظٍ: كُسِفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلعم يَومَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ، فَقَالَ النَّاسُ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ لِمَوْتِ إبْرَاهِيمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَصَلُّوا وَادْعُوا اللهَ». [خ¦1043]


[1] كذا في (ب)، وهي رواية أبي ذرٍّ عن الكشميهني، وفي «اليونينية»: (بِكُفْرِهنَّ).
[2] كذا في (ب)، وهي رواية الأصيليِّ من نسخة وأبي ذرٍّ وابن عساكر وأبي الوقت، وفي «اليونينية»: (أيْ).