إرشاد الساري إلى اختصار صحيح البخاري

حديث: خرجت من المدينة ذاهبًا نحو الغابة

          729- حَدِيثُهُ: عَنْ سَلَمَةَ قَالَ: خَرَجْتُ مِنَ المَدِينَةِ ذَاهِبًا نَحْوَ الغَابَةِ، حَتَّى إِذَا كُنْتُ بِثَنِيَّةِ الغَابَةِ لَقِيَنِي غُلَامٌ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوفٍ، قُلْتُ: وَيحَكَ! مَا لَكَ؟ قَالَ: أُخِذَتْ لِقَاحُ النَّبِيِّ صلعم / ، قُلْتُ: مَنْ أَخَذَهَا؟ قَالَ: غَطَفَانُ وَفَزَارَةُ، فَصَرَخْتُ ثَلَاثَ صَرَخَاتٍ أَسْمَعْتُ مَنْ بَينَ لَابَتَيهَا: يَا صَبَاحَاهُ، يَا صَبَاحَاهُ، ثُمَّ انْدَفَعْتُ حَتَّى أَلْقَاهُمْ، وَقَدْ أَخَذُوهَا، فَجَعَلْتُ أرْمِيهِمْ وَأَقُولُ:
أَنَا ابْنُ الأَكْوَعِ                      وَاليَومُ يَومُ الرُّضَّعِ
          فَاسْتَنْقَذْتُهَا مِنْهُمْ قَبْلَ أَنْ يَشْرَبُوا، فَأَقْبَلْتُ أَسُوقُهَا، فَلَقِيَنِي النَّبِيُّ صلعم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ إِنَّ القَومَ عِطَاشٌ، وَإنَّنِي أَعْجَلْتُهُمْ أَنْ يَشْرَبُوا سِقْيَهُمْ، فَابْعَثْ فِي إِثْرِهِمْ، فَقَالَ: «يَا ابْنَ الأَكْوَعِ؛ مَلَكْتَ فَاسْجِحْ» إِنَّ القَومَ يُقْرَوْنَ(1) فِي قَوْمِهِمْ.
          قَالَ أَبُوْ عُبَيدٍ: مَلَكْتَ فَاسْجِحْ.
          قَالَ: وَهَذَا يُرْوَى عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ لِعَلِيٍّ يَوْمَ الجَمَلِ: مَلَكْتَ فَاسْجِحْ؛ أَي: ظَفِرْتَ فَأَحْسِنْ، فَجَهَّزَهَا بِأَحْسَنِ الجِهَازِ، وَبَعَثَ مَعَهَا أَرْبَعِينَ امْرَأَةً حَتَّى قَدِمَتِ المَدِيْنَةَ. [خ¦3041]
          وَفِي لَفْظٍ: فَأَسْجِحْ، قَالَ: ثُمَّ رَجَعْنَا، وَيُرْدِفُنِي رَسُولُ اللهِ صلعم عَلَى نَاقَتِهِ حَتَّى دَخَلْنَا المَدِينَةَ. [خ¦4194]


[1] في (ب): (يُقرُون)، والمثبت من «اليونينية».