إرشاد الساري إلى اختصار صحيح البخاري

حديث: اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه

          1407- حَدِيثُهُ: عَنْ أَبِي مُوْسَىَ قَالَ: لمَّا فَرَغَ النَّبِيُّ صلعم مِنْ حُنَينٍ بَعَثَ أَبَا عَامرٍ عَلَى جَيْشٍ إِلَى أَوْطَاسٍ، فَلَقِيَ دُرَيْدَ بْنَ الصِّمَّةِ، فَقُتِلَ دُرَيْدٌ، وَهَزَمَ الله أَصْحَابَهُ، فَقَالَ أَبُو مُوْسَى: وَبَعَثَنِي مَعْ أَبِي عَامِرٍ، فَرُمِيَ أَبُو عَامِرٍ فِي رُكْبَتِهِ، رَمَاهُ جُشَمِيٌّ بِسَهْمٍ، فَأَثْبَتَهُ فِي رُكبَتِهِ، فَانْتَهيْتُ إِلَيهِ، فَقُلتُ: يَاعَمِّ؛ مَنْ رَمَاكَ؟ فَأَشَارَ إِلَى أَبِي مُوْسَى، فَقَالَ: ذَاكَ قَاتِلِي الَّذِي رَمَانِي، فَقَصَدْتُ لَهُ، فَلَحِقتُهُ؛ فَلَمَّا رَآنِي وَلَّى، فَاتَّبَعْتُهُ، وجَعَلْتُ أَقُولُ لَهُ: أَلَا تَسْتَحِيي أَلَا تَثبُتُ؟ فَكَفَّ، فَاخْتَلَفْنَا ضَرْبَتِين بِالسَّيْفِ، فَقَتَلْتُهُ، ثُمَّ قُلْتُ لِأَبِي عَامِرٍ: قَتَلَ الله صَاحِبَكَ، قَالَ: فَانْزَعْ هَذَا السَّهْمَ، فَنَزَعْتُهُ، فَنَزَا مِنْهُ المَاءُ، قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي؛ أقرِئ النَّبِيَّ السَّلامَ(1)، وَقُلْ لَهُ: اسْتَغْفِرْ لِي، وَاسْتَخْلَفَنِي أَبُو عَامِرٍ عَلَى النَّاسِ، فَمَكُثَ يَسِيْرًا، ثُمَّ مَاتَ / فَرَجَعْتُ، فَدَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلعم فِي بَيْتِهِ عَلَى سَرِيرٍ مُرَمَّلٍ، وَعَلَيْهِ فِرَاشٌ قَدْ أَثَّرَ رِمَالُ السَّرِير بِظَهْرِهِ وَجَنْبَيهِ، فَأَخبَرْتُهُ بِخَبَرِنَا وَخَبَرِ أَبِي عَامِرٍ، وَقَالَ: قُلْ لَهُ: اسْتَغْفِر لِي، قَالَ: فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيهِ، وَقَالَ: «اللَّهُمَّ؛ اغْفِرْ لِعُبَيْدٍ أَبِي عَامِرٍ» وَرَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيهِ، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ؛ اجْعَلْهُ يَوْمَ القِيَامَةِ فَوْقَ كَثِيرٍ مِنْ خَلْقِكَ مِنَ النَّاسِ» فَقُلْتُ: وَلِي فَاسْتَغْفِرْ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ؛ اغْفِرْ لِعَبْدِ الله بْنِ قَيْسٍ ذَنْبَهُ، وأَدْخِلْهُ يَوْمَ القِيَامَةِ مُدْخَلًا كَرِيْمًا». [خ¦4323]


[1] في (ب): (السلامُ).