إرشاد الساري إلى اختصار صحيح البخاري

حديث: يا معشر الأنصار ألا ترضون أن يذهب الناس بالدنيا

          1404- حَدِيثَهُ: لَمَا كَانَ يَومُ حُنَينٍ أَقْبَلَتْ هَوَازِنُ وَغَطَفَانُ وَغَيرُهُمْ بِنَعَمِهِمْ وَذَرَارِيِّهِمْ، وَمَعَ النَّبِيِّ صلعم عَشَرَةُ آلَافٍ مِنَ الطُلَقَاءِ فَأَدْبَرُوا عَنْهُ، حَتَّى بَقِيَ وَحْدَهُ، فَنَادَى يَومَئِذٍ نِدَاءَينِ لَمْ يَخْلِطْ بَينَهُمَا، التَفَتَ عَنْ يَمِينِهِ فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ» قَالُوا: لَبَيكَ يَا رَسُولَ اللهِ أَبْشِرْ نَحْنُ مَعَكَ، ثُمَّ التَفَتَ عَنْ يَسَارِهِ فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ» قَالُوا: لَبَيكَ يَا رَسُولَ اللهِ؛ أَبْشِرْ نَحْنُ مَعَكَ _وَهُوَ عَلَى بَغْلَةٍ بَيضَاءَ_فَنَزَلَ فَقَالَ: «أَنَا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ» فَانْهَزَمَ المُشْرِكُونَ، فَأَصَابَ يَومَئِذٍ غَنَائِمَ كَثِيرَةً، فَقَسَمَ فِي المُهَاجِرِينَ وَالطُلَقَاءِ، وَلَمْ يُعْطِ الأَنْصَارَ شَيئًا، فَقَالَت الأَنْصَارُ: إِذَا كَانَتْ شَدِيدَةٌ فَنَحْنُ نُدْعَى وَتُعْطَى الغَنِيمَةُ غَيرَنَا(1)، فَبَلَغَهُ ذَلِكَ، فَجَمَعَهُمْ فِي قُبَّةٍ، فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ؛ مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي فِيكُمْ» فَسَكَتُوا؟، فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ؛ أَلَا تَرْضَونَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا، وَتَذْهَبُونَ بِرَسُولِ اللهِ تَحُوزُونَهُ إِلَى بُيوتِكُمْ؟» قَالُوا: بَلَى، فَقَالَ النَّبِيُّ صلعم: «لَو سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا، وَسَلَكَتِ الأَنْصَارُ شِعْبًا، لَأَخَذْتُ شِعْبَ الأَنْصَارِ». [خ¦4337]


[1] في (ب): (غيرُنا)، وفي «اليونينية»: (ويعطى الغنيمةَ غيرُنا).