إرشاد الساري إلى اختصار صحيح البخاري

حديث: هل عندك شيء؟

          1401- حَدِيثَهُ(1): عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: لَمَّا حُفِرَ الخَنْدَقُ، رَأَيتُ بِالنَّبِيِّ صلعم خَمْصًا، فَانْكَفَأْتُ إِلَى اِمْرَأَتِي، فَقُلْتُ: هَلْ عِنْدَكِ شَيءٌ؟ فَإِنِي رَأَيتُ بِرَسُولِ اللهِ صلعم خَمْصًا شَدِيدًا، فَأَخْرَجَتْ إِلَيَّ جِرَابًا فِيهِ صَاعٌ مِنْ شَعِيرٍ وَلَنَا بَهِيمَةٌ دَاجِنٌ فَذَبَحْتُهَا، وَطَحَنَتْ فَفَرَغَتْ إِلَى فَرَاغِي، وقَطَّعْتُهَا فِي بُرْمَتِهَا، ثُمَّ وَلَّيتُ إِلَى رَسُولَ اللهِ صلعم فَقَالَتْ: لَا تَفْضَحْنِي بِرَسُولِ اللهِ وَمَنْ مَعَهُ، فَجِئْتُهُ فَسَارَرْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ ذَبَحْتُ بَهِيمَةً لَنَا، وَطَحَنْتُ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ كَانَ عِنْدَنَا، فَتَعَالَ أَنْتَ وَنَفَرٌ مَعَكَ، فَصَاحَ النَّبِيُّ صلعم فَقَالَ: يَا أَهْلَ الخَنْدَقِ؛ إِنَّ جَابِرًا قَدْ صَنَعَ لَكُمْ سُورًا فَحَيَّ هَلًا بِكُمْ، فقَالَ رَسُولَ اللهِ صلعم: لَا تُنْزِلُنَّ ولَا تَخْبِزُنَّ عَجِينَكُمْ حَتَّى أَجِيءَ، فَجِئْتُ وَجَاءَ رَسُولَ اللهِ صلعم يَقْدُمُ النَّاسَ حَتَّى جِئْتُ اِمْرَأَتِي فَقَالَتْ: بِكَ وبِكَ، فَقُلْتُ: قَدْ فَعَلْتُ الَّذِي قُلْتِ، فَأَخْرَجْتُ لَهُ عَجِيننا فَبَسَقَ فِيهِ وبَارَكَ، ثُمَّ عَمِدَ إِلَى بُرْمَتِنَا فَبَسَقَ وَبَارَكَ، ثُمَّ قَالَ: ادْعُ خَابِزَةً فَلْتَخْبِزْ مَعِي، وَاقْدَحِي مِنْ بُرْمَتِكُمْ وَلَا تُنْزِلُوهَا، وَهُمْ أَلْفٌ، فَأُقْسِمُ بِاللهِ؛ لَأَكَلُوا حَتَّى تَرَكُوهُ وَانْحَرَفُوا، وَإِنَّ بُرْمَتَنَا لَتَغِطُّ كَمَا هِيَ، وإِنَّ عَجِينَنَا لَيُخْبَزُ كَمَا هُوَ. [خ¦4102]
          وَفِي لَفْظٍ: عَنْ عَبْدِ الوَاحِدِ بْنِ أَيمَنَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيتُ جَابِرًا فَقَالَ: كُنَّا يَومَ الخَنْدَقِ نَحْفُرُ فَعَرَضَتْ كُدْيَةٌ شَدِيدَةٌ، فَجَاؤوا النَّبِيَّ صلعم فَقَالُوا: هَذِهِ كُدْيَةٌ عَرَضَتْ فِي الخَنْدَقِ، فَقَالَ: «أَنَا نَازِلٌ»، ثُمَّ قَامَ وبَطْنُهُ مَعْصُوبٌ بِحَجَرٍ، ولَبِثْنَا ثَلَاثَةَ أيَّامٍ لَا نَذُوقُ ذَوَاقًا، فَأَخَذَ النَّبِيُّ صلعم المِعْوَلَ فَعَادَ كَثِيبًا أَهْيَلَ أَوْ أَهْيَمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ اِئْذَنْ لِي إِلى البَيْتِ، فَقُلْتُ لِامْرَأَتِي: رَأَيْتُ بِالنَّبِيِّ صلعم شَيْئًا مَا فِي ذَلِكَ صَبْرٌ فَعِنْدَكِ شَيءٌ؟ قَالَتْ: عِنْدِي شَعِيرٌ وَعَنَاقٌ، فَذَبَحْتُ العَنَاقَ وَطَحَنْتُهُ، وَطَحَنَتِ الشَّعِيرَ حَتَّى اللُّحَيمَ فِي البُرْمَةِ، ثُمَّ جِئْتُ النَّبِيَّ صلعم وَالعَجِينُ قَدِ انْكَسَرَ، وَالبُرْمَةُ بَينَ الأَثَافِي قَدْ كَادَتْ أَنْ تَنْضِجَ، فَقُلْتُ: طُعَيْمٌ لَي، فَقُمْ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ وَرَجُلٌ أَو رَجُلَانِ، قَالَ: كَمْ هُوَ؟ فَذَكَرْتُ لَهُ / ، قَالَ: «كَثِيرٌ طَيِّبٌ»، قَالَ: «قُلْ لَهَا: لَا تَنْزِعُ البُرْمَةَ وَلَا الخُبْزَ مِنَ التَّنُورِ حَتَّى آتِي»، فَقَالَ: قُومُوا، فَقَامَ المُهَاجِرُونَ والأَنْصَارُ، فَلَمَا دَخَلَ عَلَى امْرَأَتِهِ قَالَ: وَيْحَكِ، جَاءَ النَّبِيُّ صلعم بِالمُهَاجِرِينَ والأَنْصَارِ وَمَنْ مَعَهُمْ، قَالَتْ: هَلْ سَأَلَكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: «ادْخُلُوا وَلَا تَضَاغَطُوا»، فَجَعَلَ يَكْسِرُ الخُبْزَ وَيَجْعَلُ عَلَيهِ اللَّحْمَ وَيُخَمِّرُ البُرْمَةَ والتَّنْورَ إِذَا أَخَذَ مِنْهُ، وَيُقَرِّبُ إِلَى أَصْحَابِهِ ثُمَّ يَنْزِعُ، فَلَمْ يَزَلْ يُكَسِّرُ وَيَغْرِفُ حَتَّى شَبِعُوا، وَبَقِيَ بَقِيَّةٌ، قَالَ: «كُلِي هَذَا وَأَهْدِي، فَإِنَّ النَّاسَ أَصَابَتْهُمْ مَجَاعَةٌ». [خ¦4101]


[1] في هامش (ب): (فِي حَفْرِ الخَنْدَقِ).