إرشاد الساري إلى اختصار صحيح البخاري

حديث: ألم تعلم ما قال سعد بن عبادة؟

          1403- حَدِيثَهُ(1): لَمَا سَارَ رَسُولُ اللهِ صلعم عَامَ الفَتْحِ فَبَلَغَ ذَلِكَ قُرَيشًا؛ خَرَجَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ وَحَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ وَبُدَيلُ بْنُ وَرْقَاءَ يَلْتَمِسُونَ الخَبَرَ عَنْ رَسُولُ اللهِ صلعم، فَأَقْبَلُوا يَسِيرُونَ حَتَّى أَتَوا مَرَّ الظَّهْرَانِ، فَإِذَا هُمْ بِنِيرَانٍ كَأَنَّهَا نِيرَانُ عَرَفَةَ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: مَا هَذِهِ؟ لَكَأنَّهَا نِيرَانُ عَرَفَةَ، فَقَالَ بُدَيلُ بْنُ وَرْقَاءَ: نِيرَانُ عَمْرٍو، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: عَمْرٌو أَقَلُّ مِنْ ذَلِكَ، فَرَآهُمْ نَاسٌ مِنْ حَرَسِ رَسُولِ اللهِ صلعم وَأَدْرَكُوهُمْ فَأَخَذُوهُمْ فَأَتَوا بِهِمْ رَسُولَ اللهِ صلعم، فَأَسْلَمَ أَبُو سُفْيَانَ، فَلَمَّا سَارَ قَالَ لِلْعَبَّاسِ: احْبِسْ أَبَا سُفْيَانَ عِنْدَ حَطْمِ الخَيلِ؛ حَتَّى يَنْظُرَ إِلَى المُسْلِمِينَ، فَحَبَسَهُ العَبَّاسُ، فَجَعَلَتِ القَبَائِلُ تَمُرُّ مَعَ النَّبِيِّ صلعم، تَمُرُّ كَتِيْبَةٌ كَتِيْبَةٌ(2) عَلَى أبَي سُفْيَانَ فَمَرَّتْ / كَتِيْبَةٌ، قَالَ: يَا عبَّاسُ؛ مَنْ هَذِهِ؟ قَالَ: غِفَارٌ، قَالَ: مَالِي وَلِغِفَارٍ، ثُمَّ مَرَّتْ جُهَيْنَةُ، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ مَرَّتْ سَعْدُ بْنُ هُذَيمٍ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَمَرَّتْ سُلَيمٌ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، حَتَّى أَقْبَلَتْ كَتِيبَةٌ لَمْ يَرَ مِثْلَهَا، قَالَ: مَنْ هَذِهِ؟ قَالَ: هَؤلَاءِ الأَنْصَارُ، عَلَيهِمْ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، مَعَهُ الرَّايَةُ، فَقَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: يَا بَا سُفْيَانَ اليَومَ يَومُ المَلْحَمَةِ، اليَومَ تُسْتَحَلُّ الكَعْبَةُ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: يَا عَبَّاسُ حَبَّذَا يَومُ الذِّمَارِ، ثُمَّ جَاءَتْ كَتِيبَةٌ؛ وَهِيَ أَقَلُّ الكَتَائِبِ، فِيهِمْ رَسُولُ اللهِ صلعم وَأَصْحَابُهُ، وَرَايَةُ النَّبِيِّ صلعم مَعَ الزُّبَيرِ بْنِ العَوَّامِ، فَلَمَّا مَرَّ رَسُولُ اللهِ صلعم بِأَبِي سُفْيَانَ قَالَ: «أَلَمْ تَعْلَمْ مَا قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ؟» قَالَ: مَا قَالَ؟ قَالَ: قَالَ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ: كَذَبَ سَعْدٌ، وَلَكِنْ هَذَا يَومٌ تُعَظَّمُ فِيهِ الكَعْبَةُ، ويَومٌ تُكْسَى فِيهِ الكَعْبَةُ، وَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلعم أَنْ تُرْكَزَ رَايَتُهُ بَالحَجُونِ. [خ¦4280]


[1] في هامش (ب): (فتح مكة شرفها الله تعالى).
[2] كذا في (ب)، وفي «اليونينية»: (كتيبةً كتيبةً).