الصحيح من الأخبار المجتمع على صحته

حديث: كان داود عليه السلام يصوم يوما

          692- وعن أبي العبَّاسِ الشَّاعرِ، عن عبد الله بن عمرٍو، قالَ: بَلَغَ النَّبِيَّ صلعم أَنِّي أَصُومُ وَأَسْرُدُ(1)... الحديثَ. وقال فيه: «كَانَ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَصُومُ يَوْمًا، وَيُفْطِرُ يَوْمًا، وَلَا يَفِرُّ إِذَا لَاقَى». قَالَ عَبْدُ اللهِ: مَنْ لِي بِهَذِهِ يَا نَبِيَّ(2) اللهِ؟ قَالَ عَطَاءٌ: فَلَا أَدْرِي كَيْفَ ذَكَرَ صِيَامَ الْأَبَدِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلعم: «لَا صَامَ مَنْ صَامَ الْأَبَدَ، لَا صَامَ مَنْ صَامَ الْأَبَدَ(3)».
          وفي روايةِ أبي العَبَّاس الشاعر _أيضًا_ قال عبد الله: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلعم: «لَا تَفْعَلْ، فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ هَجَمَتْ عَيْنَاكَ(4)، وَنَفهَتْ نَفْسُكَ(5)». [خ¦3419]


[1] في هامش الأصل: «أَسْرُدْ: أي أُتابع».
[2] في (د): «رسول».
[3] في (ح) و(د): غير مكرر «لَا صَامَ مَنْ صَامَ الْأَبَدَ».
في هامش (ح): «قوله: (لا صام من صام الأبد) قال مالك: يحتمل أن يكون ذلك على وجه الدعاء، ويحتمل أن تكون لا بمعنى لم، كما قال {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى}[القيامة:31] والأشبه عندنا في التأويل أن تكون محمولة على أنه لم يضربه ذلك، ألا تراه قال: (فإنك إذا فعلت ذلك هجمت عيناك ونقهت نفسك)».
[4] في هامش الأصل: «هجمت عيناك: أي غارت عيناك، وغارتا: أي دخلتا».
[5] في هامش الأصل: «نفهت: أي أعيت وكلت»، وفي هامش (ح): «معنى: (نفهت نفسك) قال أبو عبيدة وأبو عمرو: بمعنى أعيت وكلت، يقال للمعيي منقه، قال غيرهما: وهو الناقه أيضًا، وجمعه نقهٌ، قال أبو عمر: (هجمت عيناك) أي غارتا ودخلتا، قال أبو عبيد: ومن هذا قيل: هجمت على القوم إذا دخلت عليهم بغير إذنهم، وقد هجم عليهم النعس: إذا سقط عليهم».