الصحيح من الأخبار المجتمع على صحته

حديث: الصيام جنة

          646- قَالَ ☺ (1): وَعَن الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِيْ هُرَيْرَةَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلعم قَالَ: «الصِّيَامُ جُنَّةٌ(2)، فَإِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ صَائِمًا فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَجْهَلْ(3)، فَإِن امْرُؤٌ قَاتَلَهُ(4) أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ». [خ¦1894]
          647- وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَخُلُوفُ(5) فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، إِنَّما يَذَرُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ مِنْ أَجْلِي، فَالصِّيَامُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، كُلُّ حَسَنَةٍ بِعَشْرَةِ(6) أَمْثَالِهَا، إِلَّا الصِّيَامُ فَهُوَ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ». [خ¦1894]


[1] في هامش الأصل: «باب الصيام جنة»، وليس في (ح) و(د): «قال ☺ ».
[2] في هامش (ح): «جنَّةٌ: أي ستر ومانع من الرفث والآثام، أو مانع من النار وساتر منها، أو مانع من جميع ذلك، ومنه المجن للترس الذي يستتر به، ومنه سمِّيَ الجنُّ جنًا لاستتارهم عن أعين الناس ورؤياهم، وقد ذهب الأوزاعي إلى أن السب والغيبة يفطران الصائم».
[3] في هامش الأصل: «لا يجهل: أي لا يسفه»، وفي هامش (ح): «قوله: (فلا يرفث ولا يجهل) الرفث: السخف والفحش من الكلام، والجهل مثله، يقال: منه رفث يرفث بالضم والكسر، ورفث بالكسر، يرفث بالفتح، رفثًا ساكنةً في المصدر، ورفثًا محركةً في الاسم، ويقال: ارفث أيضًا، وقوله في الحديث الآخر: (ولا يسخب) بمعناه هو اختلاط الأصوات وكثرة الكلام ورفع الصوت، يقال: بالسين والصاد، وعند الطبري: ولا يسخر وهو من السخرية بالناس، والأول هو المعروف، وقد يكون بالقول والفعل».
[4] في هامش الأصل: «المقاتلة: أي المحاربة».
[5] في هامش (ح): «قال الباجي: قال البرقي: الخلوف: هو تغير طعم الفم وريحه لتأخر الطعام، قال الهروي: يقال خلف فوه إذا تغير يخلف خلوفًا، وقوله: (إلا الصيام فهو لي وأنا أجزي به) قال الإمام: تخصيصه الصوم ههنا بقوله لي وإن كانت أعمال البر المخلصة كلها له تعالى، لأجل أن الصوم لا يمكن فيه الرياء كما يمكن في غيره من الأعمال، لأنه كف وإمساك، وقال أبو عبيد: معناه أنا أتولى جزاءه إذا لا يظهر فكتبته الحفظة إذ ليس من أعمال الجوارح الظاهرة، وإنما هو نية وإمساك وأنا أجازي به من التضعيف على ما أحب، وقوله: (الصوم لي): وتخصيصه بيان ثوابه وعظم فضله».
[6] في (ح) و(د): «بعشر».