الصحيح من الأخبار المجتمع على صحته

حديث: إن مما أخشى عليكم بعدي ما يفتح عليكم

          587- وَعَنْ عَطَاءِ بنِ يَسَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيْدٍ الخُدْرِيَّ، يَقُولُ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلعم ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى الْمِنْبَرِ، جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ(1) وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ، فَقَالَ: «إِنَّ مِمَّا أَخْشَى عَلَيْكُمْ بَعْدِي مَا يُفْتَحُ عَلَيْكُمْ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا»، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، / أَوَ يَأْتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ؟ فَسَكَتَ النَّبِيُّ صلعم، فَقِيلَ لَهُ: مَا شَأْنُكَ، تُكَلِّمُ النَّبِيَّ صلعم وَلَا يُكَلِّمُكَ؟ قَالَ: فَرَأَيْنَا أَنَّهُ يُنْزَلُ عَلَيْهِ، فَأَفَاقَ، فَمَسَحَ عَنْهُ الرُّحَضَاءَ(2)، قَالَ: أَيْنَ هَذَا السَّائِلُ؟ فَكَأَنَّهُ(3) حَمِدَهُ، فَقَالَ لَهُ: «لَا يَأْتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ، وَإِنَّ مِمَّا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ مَا يَقْتُلُ أَوْ يُلِمُّ، إِلَّا آكِلَةَ الْخَضِرِ(4)، أَكَلَتْ حَتَّى إِذَا(5) امْتَلَأَتْ خَاصِرَتَاهَا اسْتَقْبَلَتْ عَيْنَ الشَّمْسِ فَثَلَطَتْ وَبَالَتْ، ثُمَّ رَتَعَتْ. وَإِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ(6)، فَنِعْمَ صَاحِبُ الْمُسْلِمِ هُوَ لِمَنْ أَعْطَى مِنْهُ الْمِسْكِينَ وَالْيَتِيمَ وَابْنَ السَّبِيلِ _أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم_ وَإِنَّهُ مَنْ يَأْخُذُهُ بِغَيْرِ حَقِّهِ(7) كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ، وَيَكُونُ عَلَيْهِ شَهِيدًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ». [خ¦1465]


[1] قوله: «جلس على المنبر» ليس في (د).
[2] في هامش الأصل: «الرحضاء: العرق»، وفي هامش (ح): «الرحضاء: العرق من الشدة، وأكثر ما يسمى عرق الحمى».
[3] في (ح) و(د): «وكأنه» بدل «فكأنه».
[4] في (د): «الخضراء».
[5] قوله: «إذا» ليس في (د).
[6] في (ح) و(د): «حلوة خضرة» بدل «خضرة حلوة».
[7] في (ح) و(د): «حق» بدل «حقه».