الصحيح من الأخبار المجتمع على صحته

حديث: ما يسرني أن لي مثله ذهبا أنفقه كله

          573- وَعَن الأَحْنَفِ بنِ قَيْسٍ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَبَيْنَا أَنَا فِي حَلْقَةٍ فِيهَا مَلَأٌ مِنْ قُرَيْشٍ، إِذْ جَاءَ(1) رَجُلٌ أَخْشَنُ الثِّيَابِ، أَخْشَنُ الْجَسَدِ، أَخْشَنُ(2) الْوَجْهِ، فَقَامَ(3) عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: بَشِّر الْكَنَّازِينَ بِرَضْفٍ(4) يُحْمَى عَلَيْهِ(5) فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَيُوضَعُ عَلَى حَلَمَةِ(6) ثَدْيِ أَحَدِهِمْ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ نُغْضِ كَتِفِهِ، وَيُوضَعُ عَلَى نُغْضِ(7) كَتِفِهِ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ حَلَمَةِ ثَدْيِهِ، ثُمَّ يَتَزَلْزَلُ. فَوَضَعَوا رُؤُوسَهُمْ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْهُمْ رَجَعَ إِلَيْهِ شَيْئًا. وَأَدْبَرَ، فَاتَّبَعْتُهُ حَتَّى جَلَسَ إِلَى سَارِيَةٍ، قُلْتُ: مَا رَأَيْتُ هَؤُلَاءِ قبلُ(8) إِلَّا كَرِهُوا مَا قُلْتَ لَهُمْ. قَالَ: إِنَّ هَؤُلَاءِ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا(9)، إِنَّ خَلِيلِي أَبَا الْقَاسِمِ صلعم دَعَانِي(10)، فَقَالَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ»، فَأَجَبْتُهُ، فَقَالَ: «أَتَرَى أُحُدًا؟» فَنَظَرْتُ إِلَى(11) مَا عَلَيَّ مِن الشَّمْسِ، وَأَنَا أَظُنُّهُ يَبْعَثُنِي لِحَاجَةٍ لَهُ، فَقُلْتُ: أَرَاهُ. فَقَالَ: «مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي مِثْلَهُ ذَهَبًا أُنْفِقُهُ كُلَّهُ غَيْرَ ثَلَاثَةِ دَنَانِيرَ». ثُمَّ قالَ: هَؤُلَاءِ يَجْمَعُونَ الدُّنْيَا لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا. قُلْتُ: مَا لَكَ وَلِإِخْوَانِكَ قُرَيْشٍ، لَا تَعْتَرِيهِمْ فَتُصِيبُ / مِنْهُمْ؟ قَالَ: لَا وَرَبِّكَ، لَا أَسْأَلُهُمْ دُنْيَا، وَلَا أَسْتَفْتِيهِمْ عَنْ دِينٍ حَتَّى أَلْحَقَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ. [خ¦1407]


[1] كلمة: «جاء» ذاهبة من الأصل.
[2] في (د): «أحشر» بدل: «أخشن» في هذا الموضع والذي قبله.
[3] في (ح): ما بين الأسطر «أي وقف».
[4] في (ح): ما بين الأسطر «الحجارة المحماة».
[5] في (ح) و(د): «عليهم» بدل «عليه».
[6] قوله: «حلمة» ليس في (د).
[7] في هامش الأصل: «نغض الكتف: عظم دقيق يدخل منها»، وفي هامش (ح): «قال الإمام: نغض الكتف بضم النون، هو العظم الرقيق الذي على طرفها وهو الناغض».
[8] ليس في (ح) و(د): «قبل».
[9] ليس في (ح) و(د): «شيئًا».
[10] في (ح) و(د) زيادة: «فقلت: من خليلك؟ فقال: النبي صلعم ».
[11] ليس في (ح) و(د): «إلى».