الصحيح من الأخبار المجتمع على صحته

حديث: ما حديث بلغني عنكم

          584- وَعَن الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ نَاسًا مِنَ الْأنْصَارِ قَالُوا يَوْمَ حُنَيْنٍ حِينَ أَفَاءَ الله عَلَى رَسُولِهِ أَمْوَالَ هَوَازِنَ، فَطَفِقَ رَسُولُ اللهِ صلعم يُعْطِي رِجَالًا مِنْ قُرَيْشٍ الْمِئَةَ مِن الْإِبِلِ كُلَّ رَجُلٍ، فَقَالُوا: يَغْفِرُ اللهُ لِرَسُولِ اللهِ صلعم، يُعْطِي قُرَيْشًا وَيَتْرُكُنَا، وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ. قَالَ أَنَسُ: فَحُدِّثَ رَسُولُ اللهِ صلعم بِمَقَالَتِهِمْ، فَأَرْسَلَ إِلَى الْأَنْصَارِ، فَجَمَعَهُمْ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ(1)، لَمْ يَدْعُ(2) أَحَدًا غَيْرَهُمْ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا جَاءَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلعم، فَقَالَ: «مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكُمْ؟» فَقَالَتِ(3) الْأَنْصَارِ: أَمَّا ذَوُو آرَائِنَا فَلَمْ يقُولُوا شَيْئًا، وَأَمَّا نَاسٌ حَدِيثَةٌ أَسْنَانُهُمْ فَقَالُوا كَذَا وَكَذَا لِهَذَا القَوْلِ(4). فَقَالَ النَّبِيُّ صلعم: «إِنِّمَا أُعْطِي رِجَالًا حُدَثَاءَ عَهْدٍ بِكُفْرٍ أَتَأَلَّفُهُمْ _أَوْ قَالَ: أَسْتَأْلِفُهُمْ(5)_ أَفَلَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالْأَمْوَالِ وَتَذْهَبُونَ بِرَسُولِ اللهِ إِلَى رِحَالِكُمْ؟ فَوَاللهِ لَمَا تَنْقَلِبُونَ بِهِ خَيْرٌ مِمَّا يَنْقَلِبُونَ بِهِ». قَالُوا: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ / رَضِينَا. قَالَ(6) لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلعم: «إِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ بَعْدِي أَثَرَةً(7) شَدِيدَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقُوا الله وَرَسُولَهُ، فَإِنِّي فَرَطُكُمْ(8) عَلَى الْحَوْضِ». قَالَ أَنَسٌ: فَلَمْ نَصْبِرْ. [خ¦3147]


[1] في هامش الأصل: «في قبة من أدم: جمع أديم»، وفي (ح) و(د): «أديم» بدل «أدم».
[2] في (ح) و(د) زيادة: «معهم».
[3] في (ح) و(د): «قالت» بدل «فقالت».
[4] في (ح): «المنقول».
[5] في هامش الأصل: «أستألفهم: أي طلب الإلف».
[6] في هامش (ح) و(د): «فقال» بدل «قال».
[7] في هامش الأصل: «أثرة: أي يستأثر الأمراء عليكم أنفسهم بالفيء».
[8] في هامش (ح): «فرطكم: قال القتبي: الفرط: السبق والتقدم».