الصحيح من الأخبار المجتمع على صحته

حديث: يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله

          586- وَعَنْ عَبَّادِ بن تَمِيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ زَيْدٍ(1) قَالَ: لَمَّا أَفَاءَ الله عَلَى رَسُولِهِ صلعم حُنَيْنًا، أَعْطَى الْمُؤَلَّفَةَ قُلُوبُهُمْ وَلَمْ يُعْطِ الْأَنْصَارَ شَيْئًا، فَكَأَنَّهُمْ(2) وَجَدُوا(3) مِنْ ذَلِكَ، إِذْ لَمْ يُصِبْهُمْ يَعنِي ما أَصَابَ(4) النَّاسَ، فَأَتَاهُمْ(5)، فَقَالَ لَهُمْ: «يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، أَلَمْ أَجِدْكُمْ ضُلَّالًا فَهَدَاكُم الله عَزَّ وَجَلَّ بِي، وَعَالَةً فَأَغْنَاكُم الله عَزَّ وَجَلَّ بِي، وَكُنْتُمْ مُتَفَرِّقِينَ فَجَمَعَكُم اللهُ بِي؟»، قَالَ: فَكُلَّمَا(6) قَالَ شَيْئًا، قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ(7). قَالَ: «أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالْبَعِيرِ، وَتَذْهَبُونَ بِرَسُولِ اللهِ صلعم إِلَى رِحَالِكُمْ؟ النَّاسُ دِثَارٌ، وَالْأَنْصَارُ شِعَارٌ(8)، وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَسَلَكَتِ الْأَنْصَارُ وَادِيًا أَوْ شِعْبًا(9) لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ، وَلَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الْأَنْصَارِ(10)». [خ¦4330]


[1] في (د): «يزيد».
[2] في (ح): «وكأنهم».
[3] في هامش الأصل: «وجدوا: أي غضبوا وحزنوا، الموجدة...».
[4] في الأصل: «لم يصبهم عما أصاب».
[5] في (ح) و(د) زيادة: «رسول الله.
[6] في (ح) و(د): «وكلما» بدل «فكلما».
[7] في هامش الأصل: «أمنُّ: أي أكثر الإنعام».
[8] في هامش الأصل: «الشعار: ما ولى من الجسد إلى الثياب».
[9] في هامش الأصل: «الشعب: طريق في الجبل»، وفي هامش (ح): «قوله: (لو سلك الناس واديًا أو شعبًا): الشعب: هو الطريق في الجبل، قال القاضي: هذا قول يعقوب، وقال الخليل: هو ما انفرج بين جبلين، وهذا أكثر، ومنه شعب مكة وغيرها، قوله: (الناس دثار والأنصار شعار): الشعار: الثوب الذي يلي الجسد، والدثار: الثوب الذي يلي الشعار، ومعناه: الأنصار هم الخاصة».
[10] قوله: «لكنت امرءا من الأنصار» التصق مكانه بالوجه الآخر فمحي من هذا الوجه (د).