البخاري أضواء على حياته وجامعه

قصة امتحان أهل بغداد للبخاري

          الامتحان الرهيب
          لمَّا قدم البخاري إلى بغداد التفَّ حوله أصحاب الحديث، وأجمعوا على امتحانه؛ لتظهر حقيقة عظمة البخاري لهم، ولقد نقل عبد الله الحميدي في كتابه «جذوة المقتبس» وكذلك الخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد» أن علماء بغداد عمدوا إلى مئة حديث فقلبوا متونها وأسانيدها، وجعلوا متن هذا الإسناد لإسناد آخر، وإسناد هذا المتن لمتن آخر، ودفعوها إلى عشرة أشخاص، لكل واحد عشرة أحاديث؛ ليلقوها على البخاري في مجلس الامتحان الرهيب.
          قدموه على أنفسهم
          دُعِي للمناظرةِ الغرباءُ من أهل خراسان، وجموعٌ غفيرة من أهل بغداد، وألقى واحدٌ من العشرة حديثه الأولَ، فقال البخاريُّ: لا أعرفه، ثم ألقي الثاني والثالث حتى انتهى، والبخاريُّ لا يزيده على قوله: لا أعرفه. ثم انتدب الثاني فألقى عشرته، ثم الثالث والرابع، والبخاري لا يزيدهم على قوله: [لا أعرفه]، فلما انتهوا جميعاً من إلقاء أحاديثهم المقلوبة، التفتَ البخاريُّ إلى الأول فقال له: أما حديثك الأول فهو كذا، والثاني كذا، والثالث... ثم ردَّ كلَّ متنٍ إلى إسناده، وكلَّ إسنادٍ إلى متنه، وفعل بالآخرين كذلك، فبُهت الحاسدون، وأكبره العلماء، وقدَّموه على أنفسهم.
          لقد حفظ الغلط أيضاً.. إنها لمعجزة! /