البخاري أضواء على حياته وجامعه

مقدمة المصنف

          ♫
          مقدمة
          إنَّ الحمد لله نشكره على نعمة الإسلام، ونصلِّي على نبيِّه خير الأنام، وعلى آله والعاملين بسنَّته.
          على مسرح الكلمة
          تشتدُّ المعركة بين الحق والباطل، ويتَّخذُ أعداء الحقِّ ألوانًا من الافتراءات على الإسلام والسُّنَّة؛ وحملة ألوية الباطل مختلفة الأغراض والاتجاهات، منهم مستشرقون حاقدون، ومنهم مضِّللون انساقوا وراء شهرة زائفة أو صيد ثمين، فراحوا ينالون من حصنٍ للإسلام حصين هو البخاري؛ لكن علماءنا الأعلام لم يتركوا هؤلاء ولا أولئك على مسرح الكلمة، بل رفعوا أقنعتهم، وعرُّوهم من ثياب العلم التي يلبسونها.
          رحى حرب دائرة
          كلُّ هذا الغزو يستهدف شيئاً واحداً هو الإسلام، فهم حين يحاولون تجريدنا من عقيدتنا أو تقاليدنا أو تحطيم دعوتنا، إنما يقصدون هذا الهدف الذي إليه يسدِّدون في هذه الحرب الدائرة، وكذلك حين يهاجمون كتابًا كـ«صحيح البخاري» أو صحابيًا كـ«أبي هريرة» ☻. /
          الدعوة لتكريم البخاري
          وأُمم الأرض اليوم تُجلُّ عظماءها، وتكرِّم علماءها، وأمتنا مدعُّوة اليوم لتكريم رائد السنة محمد بن إسماعيل البخاري؛ إحياءً لمجدٍ خالدٍ وتكريماً لصاحب هذه السُّنَّة المطهَّرة، وارتفاعاً إلى مستوى المسؤولية العظمى في هذه الحياة؛ هذه الدَّعوة أولى أن تهتمَّ بها أمتنا على مستوى دولها، رحمة بالإنسانية، وردّاً على افتراء المفترين.
          وهذه رسالة متواضعة حاولت أن أعرضَ فيها قبساتٍ من سيرة البخاري وعمله العظيم في خدمة السنة ورفع راية الإسلام؛ لتكون معالم في طريق الجيل إلى غدٍ أفضل، والله المستعان، وعليه التُكلان.
          حمص: ربيع الثاني 1386هـ - تموز 1966م
          أحمد عبيد دعاس /