البخاري أضواء على حياته وجامعه

ولادته ونشأته

          اليتيم العظيم
          ارتفعت شمس يوم الجمعة في الثالث عشر من شوال عام أربع وتسعين ومئة ليرتفع معها نور شمس أخرى، بزغ ضوؤها بعد صلاة الجمعة... إنها ولادة محمد بن إسماعيل البخاري، ليعيش يتيماً بعيداً عن رعاية الأب شأن كثير من العظماء، ولم تكن أمه التي عاش في كنفها كسائر الأمهات، بل منحته كل ما تكتنز من دفقات الحنان ومكنون الحب والسعادة، في بحبوحة عيش وموفور صلاح، فقد ترك الزوج الصالح بقيةً من مال وفضلاً من خير.
          ابتلاء وكرامة
          نشأ الطفل محمد صحيح الجسم معافى، وذكر مؤرِّخو بخارى أنه فقد البصر صبياً، فرأت أمه إبراهيم الخليل في المنام فقال لها: قد ردَّ الله على ابنك بصره بكثرة دعائك له، فأصبحت وقد ردَّ الله على طفلها نعمة البصر...
          وقد شكرت هذه الأم الرؤوم ربها جميل الشكر على نعمه / الكثيرة، وظلَّت وفيَّة لهذه النعمة، فكيف حاولت شكرها؟.