التلويح إلى معرفة رجال الصحيح

الحسين بن محمد بن زياد العبدي القباني

          302- ( [خ])(1) الحُسَين بن مُحمَّد بن زياد العَبديُّ القَبانِيُّ، الحافظ، أبو عليِّ النَّيسابوريُّ.
          روى عن: ابن راهويه وغيره.
          وعنه: دَعْلَجٌ، وخلق.
          وقال البخاريُّ في الطبِّ: حدَّثنا حسين: حدثنا أحمد بن / منيع، والظاهر أنه هو، وهو أحد أركان الحديث وحفاظ الدنيا، رحل وأكثر السماع وصنَّف «المسند» و«الأبواب» و«التاريخ» و«الكنى» ودُوِّنتْ عنه.
          وكذا قال الكَلَاباذِي: هو عندي هو، وكان عندَه مسند أحمد بن منيع، وبلغني أنه كان يلزم البخاريَّ، ويهوى هواه لمَّا وقع له بنيسابور ما وقع.
          وذكر الحاكم أبو عبد الله وغيره أنَّ البخاريَّ روى عنه، واشتُهر بالقبانيِّ؛ لأنه كان لجدِّه زياد قبانٌ يُستعار منهم.
          مات سنة تسع وثمانين ومائتين، وحضر جنازته الأعيان ابن خزيمة والبُوشَنْجيُّ وغيرهما.
          قال الخطيب: حدَّث عنه البخاريُّ، ودعلج بن أحمد؛ وبين وفاتيهما خمس وتسعون سنة.
          وقولي: وذكر الحاكم أبو عبد الله أنَّ البخاريَّ روى عنه، تبعت فيه المزي(2)، ثم تتبعت رجال البخاريِّ ومسلم فلم أره ذكره رأسًا.
          وقال في «مدخله» في باب ما أخرج البخاريُّ: وجدُّ حسين قال: قال لنا خلف أنه ابن يحيى بن جعفر البيكنديُّ.
          وقال في «تاريخ نيسابور»: قال الحافظ أبو عليٍّ الحسين بن مُحمَّد: كتبت هذا الحديث؛ يعني حديث سريج بن يونس، عن هارون بن مسلم: حدَّثنا أبان عن يحيى عن عبد الله بن أبي قتادة قال: «دخل عليَّ أبي وأنا أغتسل يوم الجمعة...» الحديث، عن مُحمَّد بن إسْماعِيل البخاريِّ ورأيتُه في كتاب بعض من كتب عنه عني.
          وقال الجيانيُّ في قول البخاريِّ في الطبِّ: حدَّثنا الحسين عن أحمد بن منيع، عن مروان عن سالم عن سعيد عن ابن عبَّاس: «الشفاء في ثلاثٍ..» الحديث، قال أبو عبد الله الحاكم: هذا هو الحسين بن يحيى البيكنديُّ، وقد أكثر البخاريُّ الرواية عن ابنه يحيى، وقد بلغني أيضًا أن أباه يحيى بن جعفر قد روى عن أبيه الحسين هذا.
          وكذا ذكرَه عنه أبو الوليد الباجي في «جرحه وتعديله».
          وقال ابن خلفون في «الأعلام»: حسين هذا قيل: إنه الحسين بن يحيى بن جعفر البخاريُّ، قاله أبو عبد الله الحاكم.
          وقد حكى القولين معًا ابن عساكر في «نُبَّله» فقال: روى البخاريُّ عن حسين غير منسوب عن أحمد بن منيع فقالوا: هو القبانيُّ، وقيل: هو الحسين بن يحيى بن جعفر البيكنديُّ، وتبعَه الذهبي في نقله في ذلك.
          وقال البخاريُّ في «الضعفاء» في ترجمة جابر الجعفي: حدَّثني حسين: حدَّثنا مُحمَّد بن أبان: حدَّثنا غُنْدَر فذكر أثرًا، وجزم بأنه الثاني اللالكائيُّ فقال: الحسين مطلق هو ابن يحيى بن جعفر بن أعين الأزديُّ البيكنديُّ.
          روى عن قرَّة بن حبيب الرمَّاح، وكذا قال الحافظ أبو عبد الله مُحمَّد بن إسحاق بن منده: الحسين غير منسوب.
          يُقال: إنه ابن يحيى بن جعفر البيكنديُّ، حدَّث عنه عن أحمد بن منيع، وفي كتاب «أسماء التابعين ومَن بعدهم ممن صحَّت روايته عن الثقات عند البخاريِّ تخريج الدارقطنيِّ»: قال الصُّوريُّ: أغفل الحسين غير منسوب، يُقال: ابن إبْراهِيم بن جعفر البيكنديِّ، وأغفل الحسين غير منسوب عن أحمد بن منيع، يقال: إنه ابن يحيى بن جعفر البخاريُّ.
          وقد روى عن أبيه يحيى بن جعفر، وقيل: إنه الحسين بن مُحمَّد / القبانيِّ النيسابوريِّ هذا ما فيه، ولمَّا ذكر ابن طاهر مقالة الكَلَاباذِي السالفة قال إثرها: وسمعت أبا بكر أحمد بن عليٍّ الشيرازيَّ يقول: سمعت الحاكم أبا عبد الله الحافظ يقول: هو الحسين بن يحيى بن جعفر البيكنديُّ، وهو حديث واحد أنبأه عاليًا. فاستفد ما أوضحناه.


[1] لم يرمز له المؤلف ولا المزي، والمثبت من «تهذيب التهذيب».
[2] في الأصل المزني، ولعل المثبت هو الصواب.