التلويح إلى معرفة رجال الصحيح

حسان بن ثابت

          262- (خ م د س ت) حسَّان بْن ثَابِت بن المنذر النجاريُّ.
          شاعر الإسلام.
          روى عنه: ابنه عبد الرَّحمن، وابن المُسيَّب، وأبو سلمة بن عبد الرَّحمن في الصلاة والأدب.
          قال ابن سعد: لم يشهد مشهدًا، كان يُجَبَّن، وقال ابن الكلبيِّ: كان لبيبًا شجاعًا، أصابتْه علَّة أحدثت فيه الجبن، فكان بعد ذلك لا يقدر أن ينظر إلى قتال ولا يشهده.
          مات سنة أربع وخمسين، قال الواقديُّ: في خلافة معاوية.
          وهو عمُّ شداد بن أوس، وأمُّه الفُرَيعة بنت خالد بن حبيش بن لوذان، ويقال: الفريعة بنت حبيش بن لوذان، أخت خالد بن حبيش وعمرو، وبنو عمرو من مالك بن النجار، يقال لهم: بنو مغالة، ويقال: بنو حديلة؛ وهي أمُّهم.
          قال ابن سعد: كانت له سنٌّ عالية.
          مات عن عشرين ومائة سنة، ستين في الجاهلية، وستين في الإسلام.
          قلت: ويشاركه في ذلك: حكيم بن حزام، وادَّعى النوويُّ أنه لا ثالث لهما، وقد وصلتهم في كتابي «المقنع في علم(1) الحديث» عشرة(2)، فارحل إليه.
          وقال ابن إسحاق عن سعيد بن عبد الرَّحمن بن حسَّان بن ثابت: عاش حرام أبو المنذر مائة وعشرين / وكذا ابنه المنذر، وكذا ابنه ثابت وكذا ابنه حسان، قال: وكان عبد الرَّحمن بن حسان إذا ذكر هذا الحديث استلقى عن فراشه، وضحك، وتمدَّد.
          فمات وهو ابن ثمان وأربعين سنة.
          قال أبو نعيم الحافظ: لا نعرف أربعة تناسلوا من صلب واحد، اتفقت مدة تعميرهم مائة وعشرين سنة غيرهم، قال عبد الله بن يزيد عن أبيه: أعان جبريل حسان بن ثابت عند مدحه رسول الله بسبعين بيتًا.
          قال أبو عبيد القاسم بن سلام: وفي سنة موته مات حكيم بن حزام أبو يزيد، وحويطب بن عبد العزَّى، وسعيد بن يربوع المخزوميُّ، ويقال: إن هؤلاء ماتوا، وقد بلغ كل واحد منهم عشرين ومائة سنة.
          وحديث ابن عمر «مرَّ بحسان وهو ينشد الشعر في المسجد...» الحديثَ. رواه شعيب(3) بن أبي حمزة، عن الزهري فقال عن أبي سلمة: أنه سمع حسانَ يستشهد أبا هريرة، ورواه ابن عيينة عن الزهريٍّ فقال: عن سعيد عن أبي هريرة، «أنَّ عمر مرَّ بحسان، وهو ينشد الشعر في المسجد»، الحديث.
          وفي كنيته ثلاثة أقوال: أبو عبد الرَّحمن، أبو الوليد(4) أبو الحسام(5).


[1] في الأصل: «عام».
[2] للإمام السيوطي كتاب: «ريح النسرين فيمن عاش من الصحابة مائة وعشرين» أوصلهم إلى 17 صحابياً.
[3] في الأصل: «شعبة» والمثبت من كتب التراجم.
[4] في الأصل: ((أبو اليد)).
[5] في هامش الأصل إشارة بلاغ.