التلويح إلى معرفة رجال الصحيح

الحسن بن أبي الحسن، يسار البصري

          270- (ع) الحَسَن بن أبي الحَسَن، يسارٌ البَصْرِيُّ.
          أبو سعيد، مولى زيد بن ثابت، أو جميل بن قُطْبة، أو جابر بن عبد الله، أو غير ذلك.
          وقولي: أو جميل بن قطبة؛ كذا وقع في «التهذيب» وأصله، وصوَّب: جميلة بنت قطبة كما ذكره ابن أبي خيثمة وغيره.
          والده من سبي بيسان، أعتقته الربيِّع بنت النضر، ولد زمن عمر، وأحضرته إليه فقال: اللهم فقِّهه في الدين، وحبِّبه إلى الناس.
          وشهد الدار وهو ابن أربع عشرة سنة.
          وروى عن: عمران بن حصين وأبي موسى وابن عبَّاس وجندب، وخلق.
          وعنه: ابن عون، ويونس في الإيمان وغير موضع، وأمم.
          وكان إمامًا كبير الشأن، رفيع الذكر، رأسًا في العلم والعمل.
          مات في رجب سنة عشر ومائة، عن تسع وثمانين سنة، قبل مُحمَّد بن سيرين بمائة يوم، وكان موته يوم الجمعة، ولم يترك صلاة العصر في مسجد البَصْرِة منذ كان الإسلام إلَّا ذلك اليوم.
          وهو أخو سعيد وعمار ابني أبي الحسن، وكان عمار من البكَّائين في الله، حتى صار في وجهه جحران من البكاء.
          وكان الحسن / قاضي البَصْرِة، قال شعبة: لم يسمع الحسن من سَمُرة بن جندب.
          وذكر في الجامع ترجمة حديث قريش بن أنس، وكانت أمُّه مولاة أم سلمة، وأم الحسن خيرة.
          ويقال: كانت خيرة ربما غابت فيبكي الحسن؛ فتعطيه أم سلمة أم المؤمنين ثديها تعلله بذلك؛ إلى أن تجيء أمُّه يدر عليه(1) ثديها فيشرب منه، فيروى أن تلك الحكمة والفصاحة من بركة ذلك، ونشأ بوادي القرى، وكان فصيحًا، ورأى عليًّا وعائشة وطلحة بن عبيد الله، ولم يصحَّ له سماعٌ من أحد منهم، ولم يدرك أبيًّا.
          واختلف في روايته عن أسامة بن زيد الكلبيِّ، ومعقل بن سنان، ولم يلقَ ثوبان، ولم يسمع من عمار، وفي كتاب المزي(2) أنه روى عن عمرَ ولم يدركه.
          وعبارة «الكاشف»: ولد زمن عمر، وسمع من عمر، وقيل: إنه لقي ثلاثين ومائة من الصحابة، حكاه اللالكائيُّ.
          واختلف في سماعه من أبي هريرة، وقال أبو حاتم: لم يسمع منه.
          وفي الثامن من «أمالي ابن سمعون» من حديث حجاج بن نصير، عن عباد بن راشد، عن الحسن: «حدَّثنا أبو هريرة، ونحن إذ ذاك بالمدينة، قال: قال رسول الله: تعرض الأعمال على الله تعالى يوم القيامة...» الحديث، وذكره أبو داود الطيالسيُّ في «مسنده» أيضًا.
          وذكر الطبرانيُّ في «الأوسط» من حديث الفضل عيسى الرقاشيِّ عن الحسن قال: «خطبنا أبو هريرة...» الحديث. وقال لا يروى إلا بهذا الإسناد، تفرد به عبد الأعلى، وقال في «المعجم الصغير»: قال بعض أهل العلم: إنه سمع منه، وساق من حديث جسر بن فرقد عن الحسن قال: سألت أبا هريرة عن قوله تعالى: {وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً} [التوبة:72] الحديث.
          وقال: لم يروه عن الحسن إلا ابن فرقد، ونقل ابن خلفون عن أبي داود قال: زعم عبد الرَّحمن أن الحسن كان يقول: «حدثنا أَبُو هُرَيْرَة وَنَحْنُ بالمَدِيْنَةِ»، وهذا أثبت.
          وصحَّح الحاكم حديث: «إذَا أرادَ الرَّجُلُ أنْ يَغْشَى المرْأةَ» من طريقه عنه مرفوعًا.
          وكذا ابن حِبَّان في «صحيحه» حديثه عنه «أنه عليه السلام رأى البيت المعمور، يدخله كلَّ يوم سبعون ألف مَلك» وهو عند البخاريِّ في الشواهد.
          وقال قتادة: إنما أخذ الحسن العلم عنه
          وروى ابن ماجه دخوله على أبي هريرة يعوده، وذكر له الدارميُّ حديثًا في الأطعمة عنه، وقال: إسناده ثابت عن رسول الله [صلعم]، بغير معارض.
          وفي «الوهم والإيهام» من حديث عثمان الأعرج عنه: حدثني سبعة رهط من الصحابة، منهم أبو هريرة رفعه: «نهى عن الصلاة في مسجد تجاهه حش».


[1] في الأصل: «عليها» والمثبت من كتب التراجم.
[2] في الأصل: «المزني» وهو سبق قلم.