التوشيح على الجامع الصحيح

باب إفشاء السلام من الإسلام

          ░20▒ (بَابٌ) بالتَّنوين.
          (السَّلاَمِ مِنَ الإِسْلاَمِ) لكريمة: «إفشاء السَّلام»، والمراد به نشره سرًّا أو جهرًا.
          (وَقَالَ عَمَّارٌ) هو ابن ياسر، وأثره هذا أخرجه أحمد في كتاب «الإيمان»، ويعقوب بن شيبة في «مسنده»، وأخرجه البزَّار وابن أبي حاتم في «العلل»، والبغويُّ / في «شرح السُّنَّة»، وابن الأعرابيِّ في «معجمه»، والطَّبرانيُّ في «الكبير» عن عمَّار مرفوعًا: (مَنْ جَمَعَهُنَّ فَقَدْ جَمَعَ الْإِيْمَانَ): في «مسند يعقوب»: «فقد استكمل الإيمان».
          ووجِّهَ بأنَّ مداره عليها؛ لأنَّ العبد إذا اتَّصف بالإنصاف لم يترك لمولاه حقًّا واجبًا عليه إلَّا أدَّاه ولا شيئًا ممَّا نهاه عنه إلَّا اجتنبه، وهذا يجمعُ أركانَ الإيمان.
          (وَبَذْلُ السَّلاَمِ) يتضمَّن مكارمَ الأخلاق، والتَّواضع، وعدم الاحتقار، ويحصل به التَّآلف والتَّحابُّ.
          (والإِنْفَاقُ مِنَ الإِقْتَارِ) يتضمَّن غاية الكرم؛ لأنَّه إذا أنفق مع الضَّيق فمع التَّوسُّع أولى، والنَّفقة تشمل سائر وجوه الإنفاق واجبًا ومندوبًا، وكونه من الإقتار يستلزم الوثوق بالله، والزُّهد في الدُّنيا، وقصر الأمل، وغير ذلك من مهمَّات الآخرة.
          (لِلْعَالَمِ): بفتح اللَّام، أي: جميع النَّاس.
          (مِنَ الإِقْتَارِ) أي: القلَّة، و (من) بمعنى: مع أو عند.