التوشيح على الجامع الصحيح

كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلعم

           [♫] (1)
          ░░1▒▒ (بَابٌ: كَيْفَ كَانَ بَدْءُ الْوَحِيُ) يجوز تنوين «باب» وتركه، وسقط في رواية أبي ذرٍّ والأَصِيلي.
          و (بَدْءُ) قال عياض: روي بالهمز وسكون الدَّال من الابتداء، وبلا همز مع ضمِّ الدَّال وتشديد الواو، وهو الظُّهور.
          قال ابن حجر: ويرجِّح الأوَّل أنَّه وقع في بعض الرِّوايات: «كيف كان ابتداء الوحي».
          و (الْوَحْي) لغة: الإعلام في إخفاء، وقيل: أصله التَّفهيم، وشرعًا: الإعلام بالشَّرع، وقد يُطلَقُ ويراد به اسم المفعول، أي: المُوحَى، وهو كلام الله المنزل على النَّبيِّ [صلعم] (2) .
          و(قَوْلُ اللهِ تَعَالَى) هو: بالرَّفع على إسقاط الباب، وعلى تنوينه عطفًا على الجملة؛ لأنَّها في محلِّ رفع، وبالجرِّ على إضافته عطفًا على كيف، أي: وباب معنى قول الله تعالى، [أو ذكر قول الله ولا يصحُّ تقدير: وكيفية قول الله] (3) ؛ لأنَّ كلام الله لا يُكيَّف، قاله عياض.
          قال الزَّركشيُّ: ومن محاسن ما قيل في تصدير الباب بحديث النِّيَّة تعلُّقه بالآية المذكورة في التَّرجمة؛ لأنَّ الله تعالى أوحى إليه وإلى الأنبياء من قبله أنَّ الأعمال بالنِّيَّات؛ بدليل قوله: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [البينة:5] ، وقصده بذلك: أنَّ كلَّ مُعلِّمٍ أراد بعلمِه وجهَ الله ونفعَ عباده، فإنَّه يُجازَى على نيَّته.


[1] ما بين معقوفين زيادة من [ع] .
[2] ما بين معقوفين زيادة من [ف] .
[3] ما بين معقوفين زيادة من [ف] .