التنقيح لألفاظ الجامع الصحيح

حديث: قل لها لا تنزع البرمة ولا الخبز من التنور حتى آتي

          4101- (كُبْدَةٌ) بتقديم الباء الموحَّدة على الدَّال لأبي ذَرٍّ، ويروي (1) : «كيدة» بالمثنَّاة، وروى أبو الهَيْثَمِ: كُدْيَةٌ، وكذا رواه ابنُ أَبِيْ شَيْبِةِ في «مسنده»، وهي الأرض الصُّلبة التي لا يعمل فيها معوَل، وهذه الرِّواية هي الصَّواب، والأول مقلوبها، وقال الخَطَّابِيُّ: إن كانت «كبدة» محفوظة فهي القطعة الصلبة من الأرض، وأرض كبداء وقوس كبداء شديدة.
          (وَبَطْنُهُ مَعْصُوبٌ بِحَجَرٍ) قلت: زاد أحمدُ في «المسند»: «من الجوع»، وأنكره ابنُ حِبَّانَ في «صحيحه» وقال: هذا باطل، وإنَّما هو الحجز، يعني بالزَّاي، أي: طرف الإزار؛ إذ الله ╡ كان يطعم رسوله ويسقيه إذا وَصَلَ فكيف يتركه جائعًا مع عدم الوصال حتَّى يحتاج إلى شدِّ الحجر على بطنه.
          وقال غيره: بل كانت عادة العرب إذا دخلت (2) أجوافهم وغارت بطونهم يشدُّون عليها حجرًا، ففعل النَّبيُّ صلعم ذلك ليعلِّم أصحابه أنَّه ليس عنده ما يستأثر به عليهم، وإن كان هو محمولًا في ذلك فقد قال: «إنِّي لست كأحدكم، إنِّي أبيت عند ربي يطعمني (3) ويسقيني» فأخبر أنَّه محمول فيما يَرد عليه من الله ╡ بما يغنيه عن الطَّعام والشَّراب.
          (الكَثِيبُ) الكدس من الرَّمل.
          (الأَهْيَلُ) بإسكان الهاء: السَّائل.
          (العَنَاقُ) الأنثى من المعز.
          (وَالعَجِينُ قَدْ انْكَسَرَ) قال الخَليلُ: كلُّ أمر (4) يعبِّر عن أمر يُعجز عنه فقد انكسر، حتَّى يقال: أَكْسَر من برد الماء حتَّى ينكسر.
          (الأَثَافِي) الأحجار الثَّلاثة التي يوضع عليها القِدْر.
          (أَنْ ينْضَجَ) بفتح الضَّاد، أي: يطيب.
          (طُعَيِّمٌ) بتشديد الياء: تصغير طعام، قال السَّفاقُسيُّ: ضبطه (5) بعضهم بتخفيفها، ولا وجه له (6) .
          (لا تَضَاغَطُوا) لا تزدحموا.
          (تُخَمِّرُ البُرْمَةَ وَ التَّنُّورَ) أي: تسترها لئلا يروه.


[1] في غير [ب] : روي.
[2] في غير [ب] : خلت.
[3] في غير [ب] : إنِّي أبيت يطعمني ربِّي ويسقيني.
[4] في غير [ب] : شيء.
[5] في غير [ب] : وضبطها.
[6] قال مُحِبُّ الدِّيْنِ البَغْدَادِيُّ: بل له وجه ظاهر وهو أنَّه تصغير ترخيم، وتصغير الترخيم معروف وهو تجريد الاسم من الزوائد ثم تصغيره، فإذا حذف الألف من طعام ثم صغر كان تصغيره طعيمًا.