التنقيح لألفاظ الجامع الصحيح

باب تسمية من سمي من أهل بدر

           ░13▒ (عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ) كذا ذكره فيمن شهد بدرًا، ولم يشهدها، / لكن لمَّا ضرب له النَّبيُّ صلعم بسهم عدَّه فيهم، وكان ينبغي أن يذكر عَاصمَ بْنَ عَدِيٍّ (1) كما فعل ابْنُ إسْحاقَ فإنَّه لم يشهدها وردَّه رسول الله صلعم من الروحاء، لسبب ذكره موسى بنِ عُقْبَةَ وغيره، وهو بلاغه شيءٌ (2) عن أهل مسجد الضرار وكان قد استخلفه على قباء والعالية، فردَّه لينظر في ذلك وضرب له بسهمه مع أهل بدر.
          وقال المحققون: وَهِم البُخاريُّ في قوله: إن سَعيدَ بنَ زَيْدٍ قد حضر بدرًا؛ بل خرج من المدينة يريد لقاء النبي صلعم فوجده منصرفًا من بدر.
          وكذلك وهم في خُبَيْبٍ بْنِ عّدِيٍّ، وقد نبهنا عليه في مقتله أنَّه لم يشهد بدرًا ولم يقتل الحارثَ بنَ عامرٍ، وإنَّما الذي شهدها وقتل الحارثَ خُبيبُ بنُ يَسافَ الحَارثيُّ المَخْزُوْمِيُّ.
          قال السُّهَيْلِيُّ: وذكر البُخاريُّ في البدريين: جابرَ بن عبدِ اللهِ بْن عُمَرَ بِن حَرَامٍ، وقال أبو عُمَرُ، لا يصح شهوده بدرًا (3) ، وذكر اختلاف الناس فيه.
          (رِفاعةُ بْنُ عَبدِ المُنْذِرِ) أخو أَبِيْ لُبَابَةَ، قال الدِّمْيَاطِيُّ: رفاعة أخو أَبِيْ لُبَابَةَ، وليس بأَبِيْ لُبَابَةَ، واسم أَبِيْ لُبَابَةَ: [بِشْرُ] (4) بْن عَبدِ المُنْذِرِ، خرج مع رسول الله صلعم إلى بدر، ثم ردَّه وضرب له بسهمه مع أصحاب بدر، وشهد أخواه رِفَاعَةُ ومُبَشِّرٌ بدرًا، وقتل يومئذ مُبَشِّرٌ.
          (ظُهَيْرُ بْنُ رَافِعٍ الأَنْصَارِيُّ) اسمه مظهر بن رافع عمُّ [رافعِ] بنِ خَديجٍ قتل مُظَهَّرٌ بخيبر في خلافة عُمَرَ، قتله غلمانٌ له، فأجلى عُمَرُ أهلَ خيبر من أجل ذلك؛ لأنَّه كان بأمرهم، ولم يشهد مُظَهَّرٌ ولا ظهيرٌ بدرًا، ولكن شهدا أحدًا (5) .
          (عُقْبةَ بنِ عَمْرِو الأنْصاريِّ) عُقْبَةُ أبو مَسْعُوْدٍ (6) لم يشهد بدرًا وشهد العقبة، وكان أصغرهم، ويعرف بالبدري لنزوله [بدرًا] وموته بها.
          (مَرَارَةَ بْنَ الرَّبِيعِ، مَعْنَ بْنَ عَدَيٍّ) مرارة ومعن بَلَويَّانِ حليفا الأنصار، وقد تقدم التنبيه على أنهما لم يشهدا بدرًا.
          (إِياسٌ) بهمزة مكسورة.
          (حَاطبٌ) بحاء مهملة.
          (ابنُ بَلْتَعَةَ) بعين مهملة.
          (حَارِثَةَ) بحاء مهملة: ابن الربيع.
          (خُبَيْبٌ) بضم الخاء المعجمة.
          (خُنَيْسٌ) بضم الخاء المعجمة، وكان زوجَ َحَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ.
          (ظُهَيْرٌ) بضم الظاء المشالة، وقوله في رواية الفَرْبَرِيِّ: «مُعَوَّذَ بْنَ عَفْرَاءَ وأخوه مَالِكُ بنُ رَبيْعَةَ أبو أُسَيْدٍ الأنْصاريِّ»، قال القاضي: فيه إشكال على من لا معرفة له بالصحابة، ظاهره يوهم أن مَالِكَ بنَ رَبِيْعَةَ هو أخو مُعَوَّذَ بْنَ عَفْرَاءَ وليس كذلك، وإنَّما تمام الكلام عند قوله: «وأخوه» ولم يسمه، وهو مُعاذُ بنُ عَفراءَ ثم استأنف ذكر اسم آخر ممن شهد بدرًا، فقال: «مَالِكُ بنُ رَبيْعَةَ أبو أُسَيْدٍ»، ووقع لبعضهم: وأبو أُسَيْدٍ: بالواو، وهو وهم، واسمه مَالِكٌ.
          (وقال الزُّبَيْرُ: قُسِّمت سهمانهم فكانت ثمانيةً والله أعلم) تردد الدَّاوُدِيُّ فهي أن «والله أعلم» من قول الزُّبَيْرِ أو الراوي عنه، قال: وإنَّما كانوا أربعة وثمانين، وكانت (7) فيهم ثلاثة أفراس، فأسهم لهما سهمين سهمين، وضرب لرجال [كان] (8) بعثهم في بعض أمره بسهامهم مع أهل بدر وبشرهم بمثل أجورهم، ولعل قول الزُّبَيْرِ يصح على أن من غاب عن شهود بدر وضرب / له بسهمه مثل عُثمانَ هم تمام المائة، كمن شهدها.


[1] قال ابنُ حَجَرٍ رحمه الله: قوله: «وكان ينبغي له» ما أدري من أين له ذلك، والبُخاريُّ إنَّما ذكر في هذا الباب من وقع ذكره في «الجامع» بالتنصيص على ذلك ممن وقع ذكره بإسناد صحيح، وليس ذلك موجودًا في عاصم بن عدي.
[2] لعلها شيئًا.
[3] قال ابنُ حَجَرٍ رحمه الله: إنَّما ذكره لقوله: «كنتُ أَمِيحُ لأَصْحَابي الماءَ يومَ بدرٍ».
[4] ما بين معقوفين زيادة من غير [ب] .
[5] قال ابنُ حَجَرٍ رحمه الله: هذا النفي مردود لما ثبت في البُخاريُّ في حديث رافعِ بْنِ خَدِيْجٍ ابن عَمتِه: «وكانا شهدا بدرًا».
[6] قال ابنُ حَجَرٍ رحمه الله: قد برهن البُخاريُّ في «صحيحه» على أنَّه شهد بدرًا، والمثبت مقدم على النافي.
[7] في غير [ب] : كان.
[8] ما بين معقوفين زيادة من [ف] .