التنقيح لألفاظ الجامع الصحيح

حديث: من ينظر ما صنع أبو جهل؟.

          4020- (آنْتَ أَبَا جَهْلٍ) كذا الرِّواية في البُخاريِّ من رواية زهير، وهو يصحُّ على النِّداء، أي: أنت المقتول الذَّليل يا أبا جهل، على جهة التَّقريع والتَّوبيخ، قاله القاضي.
          قلت: أو على لغة القصر في الأب، ويكون خبر المبتدأ.
          وقال الدَّاوُدِيُّ: يحتمل معنيين: أحدهما: أن يكون استعمل اللَّحن ليغيظ أبا جهل كالمصغِّر له، أو يريد: أعني أبا جَهْلٍ.
          وردّهما السَّفاقُسِيُّ؛ لأنَّ تغيظه في مثل هذه الحالة باللَّحن لا معنى له، ثمَّ النَّصب بإضمار أعني إنَّما يكون إذا تكرَّرت النعوت.
          قلت: ولا يَردان، أمَّا الأوَّل: فإنَّه أبلغ في التَّهكُّم، وأمَّا الثَّاني: فليس التَّكرار شرطًا في القطع عند جمهور النَّحويين، وإن أَوْهَمَتْهُ عبارة ابن مَالِكٍ في كتبه.
          قال القاضي: ورواه الحُميديُّ: «أَنْتَ أَبُو جَهْلٍ» وكذا ذكره البُخاريُ من رواية يُوْنُسَ.
          (فَلَوْ غَيْرُ أَكَّارٍ قَتَلَنِي) أي: لو قتلني غير أكَّار، مثل: «لو ذات سوارٍ لطمتني» لأنَّ «لو» لا تلي إلَّا الفعل، ثمَّ الجواب محذوف، أي: لتسلَّيت.
          والأكَّار: الزَّرَّاع، أراد به احتقاره وانتقاصه كيف مثله يقتل مثله؟ لأنَّ الذي قتله أبناء عَفْرَاءَ، وهم أنصار عمَّال أنفسهم.