تغليق التعليق

باب الاقتداء بالسنن

          ░2▒ قولُهُ في باب الاقتداء بالسُّنن.
          وقال ابن عون: ثلاثة أحبُّهنَّ لنفسي ولإخواني: هذه السُّنَّة أن يتعلَّموها ويسألوا عنها، والقرآن أن يتفهَّموه ويسألوا عنه، وأن يدَعوا النَّاس، إلَّا من خير.
          أخبرنا بذلك عبد الرَّحيم بن عبد الكريم مشافهةً عن يونس بن أبي إسحاق، عن عليِّ بن محمود: أنَّ السِّلَفيَّ أنبأهم: أخبرنا أبو بكر الطريثيثيُّ: أخبرنا الحافظ أبو القاسم هبة الله الطَّبريُّ: أخبرنا عليُّ بن أحمد المقرئ: حدَّثنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم: حدَّثنا أبو العبَّاس البرتيُّ: حدَّثنا القعنبيُّ: سمعت حمَّاد بن زيد يقول: قال ابن عون: ثلاث(1) أحبُّهنَّ لنفسي ولأصحابي، فذكر القرآن، والسُّنَّة، والثَّالثةُ: رجلٌ أقبل على نفسه ولهى عن النَّاس، إلَّا من خيرٍ.
          وأخبرناه أحمد بن أبي بكر في كتابه عن أبي نصر محمَّد بن محمَّد بن محمَّد بن مميل: أنَّ جدَّه أنبأه: أخبرنا الحافظ أبو القاسم بن عساكر: أخبرنا زاهر بن طاهر: أخبرنا سعيد البَحيريُّ: أخبرنا أبو بكر الشَّيبانيُّ _هو محمَّد بن عبد الله الجوزقيُّ_: حدَّثنا أبو العبَّاس الدغوليُّ: حدَّثنا محمَّد بن نصر المروزيُّ: حدَّثنا يحيى بن يحيى: حدَّثنا سليم بن أخضر: سمعت ابن عون يقول غير مرَّة ولا مرتين ولا ثلاث: ثلاثٌ أحبِّهنَّ لنفسي ولإخواني: أن ينظر الرَّجل هذا القرآن فيتدبَّره، ويعمل بما فيه، وينظر هذا الأثر عن رسول الله صلعم فيتبعه، ويعمل بما فيه، ويدع هؤلاء النَّاس، إلَّا من خير.
          قولُهُ فيه عَقِبَ حديث سعيد بن ميناء، عن جابر بن عبد الله قال: جاءت ملائكةٌ إلى النَّبيِّ صلعم وهو نائم، فقال بعضهم: إنَّه نائم، وقال بعضهم: إنَّ العين نائمة والقلب يقظان...؛ الحديث. [خ¦7281]
          تابعه قُتيبة عن ليث، عن خالد، عن سعيد بن أبي هلال، عن جابر: خرج علينا النَّبيُّ صلعم.
          أخبرنا أبو بكر بن إبراهيم: أخبرنا محمَّد بن محمَّد الفارسيُّ في كتابه عن عليِّ بن عبد الرَّحمن: أنَّ يحيى بن ثابت بن بندار أخبره: أخبرنا أبي: أخبرنا أحمد بن محمَّد بن غالب: أخبرنا أحمد بن إبراهيم الحافظ: أخبرنا الحسن هو ابن سفيان.
          (ح): وقرأت على إبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد، عن القاسم بن مظفَّر: أنَّ محمَّد بن هبة الله القاضي أخبرهم قراءةً عليه وهو حاضر، عن نصر بن سيار الأزديِّ: أخبرنا محمود بن القاسم: أخبرنا عبد الجبَّار بن محمَّد: أخبرنا أبو العبَّاس محمَّد بن أحمد بن محبوب: حدَّثنا محمَّد بن عيسى بن سورة؛ قالا: حدَّثنا قُتيبة: حدَّثنا اللَّيث عن خالد، عن سعيد بن أبي هلال، عن جابر قال: خرج علينا النَّبيُّ صلعم يومًا فقال: «إِنِّي رَأَيْتُ فِي المَنَامِ كَأَنَّ جِبْرِيلَ عِنْدَ رَأْسِي، وَمِيكَائِيلَ عِنْدَ رِجْلِي، يَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: اضْرِبْ لَهُ مَثَلًا، فَقَالَ: اسْمَعْ، سَمِعَتْ أُذُنَكَ، وَاعْقِلَ عَقَلَ قَلْبُكَ، إِنَّمَا مَثَلُكَ وَمَثَلُ أُمَّتِكَ كَمَثَلِ مَلِكٍ اتَّخَذَ دَارًا، ثُمَّ بَنَى فِيهَا بَيْتًا، ثُمَّ جَعَلَ فِيهَا مَائِدَةً، ثُمَّ بَعَثَ رَسُولًا، يَدْعُو النَّاسَ إِلَى طَعَامِهِ؛ فَمِنْهُمْ مَنْ أَجَابَ الرَّسُولَ، وَمِنْهُمْ مَنْ تَرَكَهُ، فَاللهُ هُوَ المَلِكُ، وَالدَّارُ الإِسْلَامُ، وَالبَيْتُ الجَنَّةُ، وَأَنْتَ يَا مُحَمَّدُ رَسُولٌ، فَمَنْ أَجَابَكَ؛ دَخَلَ الإِسْلَامَ، وَمَنْ دَخَلَ الإِسْلَامَ؛ دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَنْ دَخَلَ الجَنَّةَ؛ أَكَلَ مَا فِيهَا»، لفظ محمَّد بن عيسى بن سورة، وقال: هذا حديث مرسل؛ سعيد بن أبي هلال لم يدرك جابر بن عبد الله.
          وقد رُوي هذا الحديث من غير وجه بإسناد أصحَّ من هذا.
          قولُهُ فيه: حدَّثنا قُتيبة: حدَّثنا ليث عن عقيل، عن الزُّهريِّ: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي هريرة قال: لما توفي رسول الله صلعم واستُخلف أبو بكر بعده...؛ الحديث. [خ¦7284] [خ¦7285]
          وفيه قول أبي بكر: والله لو منعوني عقالًا كانوا يؤدُّونه إلى رسول الله صلعم؛ لقاتلتهم على منعه...؛ الحديث.
          قال ابن بكير وعبد الله، عن اللَّيث عَناقًا، وهو أصحُّ.
          أمَّا حديث ابن بكير؛ فأسنده المؤلِّف في (استتابة المرتدِّين).
          وأمَّا حديث عبد الله _وهو ابن صالح_؛ فقال أبو عبيد في كتاب «الأموال» له: حدَّثنا عبد الله بن صالح: حدَّثنا اللَّيث بن سعد: حدَّثني عقيل عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: أنَّ أبا هريرة أخبره: أنَّ عمر بن الخطَّاب قال لأبي بكر: كيف تقاتل النَّاس؟...؛ الحديث، وفيه: لو منعوني عَناقًا. /
          وقد وقع في هذا المكان من روايتنا من طريق أبي ذرٍّ قال لي ابن بكير وعبد الله، عن اللَّيث، فهو على هذا متَّصل.


[1] في المطبوع: (ثلاثة).