نفحة المسك الداري لقارئ صحيح البخاري

معرفة التصحيف

وَإِيَّاكَ وَالتَّصْحِيفَ كَمْ مِنْ فَتًى لَهُ                     بهِ سَقْطَةٌ بِهَا بَدَا يَتَأَلَّمُ /
          قال السخاويُّ: ومن أمثلته ؛ _أي: التصحيف في الإسناد_ ما ذكره ابن عديٍّ في (ترجمة أبي غسَّان مالك بن إسماعيل النهديِّ) قال السعديُّ: كان حسنيًّا ؛ _يعني: الحسن بن صالح_ قال شيخنا: وأبو غسَّان وإنْ كان من أصحاب الحسن بن صالح؛ لكن لَمْ يردَّ السعديُّ نسبته إلى الحسن، وإنَّما قال: إنَّه خشبيٌّ؛ بمعجمتين وموَّحدة، يريد أنَّه رافضيٌّ، وفي «درَّة الحجَال» في (ترجمة سعد بن إبراهيم التجيبيِّ): من أهل المرية، يُعْرَف بابن ليون، قعد يومًا في مجلس الخطيب أبي إسحاق بن أبي العاص مَقدَمَه على المرية، فجرى له ذكر عِتبان بن مالك من الصَّحابة، فنطق به بالياء، فراجعه في ذلك الخطيب أبو إسحاق، وقال ابن خاتمة: وكنتُ ممَّن حضر هذا المجلس، فاستمرَّ على تصحيفه، ثمَّ لمَّا انفضَّ المجلس راجع النَّظر والمطالعة، فعَظُمَت عليه النِّسبة بذلك؛ لشهرة اسم هذا الصحابيِّ، فصار من حينئذٍ ينظر ويثبت.