الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

باب قول الله تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ}

          ░56▒ ({وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ})[الصافات:96]: في {مَا} هذِه أربعةُ أوجهٍ:
          أحدُها: أنَّها بمعنى: الَّذِي، الثاني: أنَّها مصدريَّةٌ، الثالثُ: أنَّها استفهاميَّةٌ، الرابعُ: أنَّها نافيةٌ، والجملةُ مِن قولِهِ: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ}: حالٌ؛ ومعناها حينئذٍ: أتعبدونَ الأصنامَ على حالةٍ تُنافِي ذلكَ؛ وهي أنَّ اللهَ خالِقُكُم وخالِقُهُم جميعًا؟ ويجوزُ أنْ تكونَ مستأنفةً، وقد جعلَ الأشعريَّةُ أنَّها مصدريَّةٌ دليلًا على خلقِ أفعالِ العبادِ لله تعالى، وهو الحقُّ، إلَّا أنَّ دليلَ ذلكَ مِنْ هنا غيرُ قويٍّ؛ لِمَا تقدَّمَ مِنْ ظُهورِ كونِها بمعنى: الَّذِي، وللناسِ كلامٌ في هذِهِ المسألةِ، فعليكَ بمَظانِّها. /