الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

حديث: إن الله حبس عن مكة القتل

          112- (وَسُـَلَّـِطَ): بالبناءِ للفاعل، أو المفعولِ.
          (وَالمُؤْمِنُونَ): بالواو، فإِنْ بُنِيَ (سُلِّطَ) للمفعول؛ فهو عطفٌ على نائبِ الفاعل، وإلَّا؛ فمبتدأٌ، أي: والمؤمنونُ كذلك.
          (أَلَا وَإِنَّهَا) [13ب]: (أَلَا) لها صدرُ الكلام، والمناسبُ أنْ يُقالَ بدونِ الواو، نحو: {أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ} [البقرة:12]، لكنَّه هو عطفٌ على مقدَّرٍ، أي: أَلَا إِنَّ اللهَ حَبَسَ عنها... وإنَّها لم تحِلَّ لأحدٍ.
          (سَاعَتِي هَذِهِ): [أي: في ساعتي التي أتكلَّمُ فيها، وهي بعدَ الفتح].
          (حَرَامٌ): خبرٌ لقوله: (إِنَّهَا).
          إنْ قلتَ: ما بالُ الخبرِ ليس مطابقًا للمبتدأ؟
          قلتُ: لفظُ (حَرَامٌ) وإنْ كان في الأصل صفةً مشبَّهةً، لكنَّه اضمحلَّ(1) وَصْفِيَّتُه؛ لغلبةِ الاسميَّة عليه، فتساوى التَّذكيرُ والتَّأنيثُ فيه، أو أنَّه مصدرٌ يستوي فيه التَّذكيرُ والتَّأنيثُ، والتَّثنيةُ والجمعُ. /
          تنبيه: قولُه: (لَا تَحِلُّ لِأَحَدٍ بَعْدِي) في بعض النُّسخ: (لَمْ تَحِلَّ)، وهو مشكلٌ؛ لأنَّ (لَمْ) تَقْلبُ إلى المُضِيِّ، فهو تباينٌ بعيدٌ إلَّا أنْ يؤوَّلَ بأنَّه لم يحكمِ اللهُ في الماضي أنْ تحِلَّ في المستقبل.
          (يُقَادَ): بالبناءِ للمفعول، يُقال: أقدتُ القاتلَ بالمقتول، فالنَّائبُ عن الفاعل ضميرٌ يعودُ للمقتول، أي: يؤخذُ له القَوَدُ.
          (أَهْلُ): بالرَّفعِ، فيه تنازعُ الفعلين (يُعْقَلَ) و(يُقَادَ).
          (إِلَّا الْإِذْخِرَ): يجوزُ رفعُه على البدل ممَّا قبلَه، ونصبُه على الاستثناء؛ لكونه واقعًا بعد النَّفي، قاله الزَّركشيُّ.


[1] هكذا في النسختين تبعًا لـــ«الكواكب الدراري»، والسياق يوافق: (اضمحلت).