الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

باب قول النبي: رب مبلغ أوعى من سامع

          ░9▒ (رُبَّ مُبَلَّغٍ) أي: إليه، فحُذِف الجارُّ والمجرورُ.
          وقال الزَّركشيُّ: (بلامٍ مفتوحةٍ مشدَّدة، وغَلِط مَن كسرها).
          قال الكِرماني: («رُبَّ»: هو للتَّقليل، لكنه كَثُرَ في الاستعمال للتَّكثير بحيث غلب على الحقيقة، كأنَّها صارت حقيقة فيه.
          ومن خصائص «رُبَّ»: أنَّها لا تدخلُ إلَّا على نكرةٍ ظاهرةٍ أو مُضمرةٍ، / فالظَّاهرةُ يلزمُها أن تكون موصوفةً بمفردٍ أو جملةٍ، ومنها: أنَّ الفعل الَّذي تُسلِّطُه على الاسم يجب تأخُّرُه عنها؛ لأنَّها لإنشاء التَّقليل، ولها صدرُ الكلام، وفعله يجيء محذوفًا في الأكثر، ومنها: أنَّ فعلَها يجبُ أن يكون ماضيًا، وههنا فعلُه محذوف، وهو نحو: «كان»، أو «علمت»، و«وجدت»، و«لقيت».
          وفيها عشرُ لغاتٍ: الرَّاءُ مضمومةٌ والباءُ مخفَّفةٌ، أو مشدَّدةٌ مفتوحة، أو مضمومة، أو مسكَّنة، والراءُ مفتوحةٌ والباءُ مشدَّدةٌ أو مخفَّفةٌ، و«رُبتْ» بتاء التَّأنيثِ والباءُ شديدةٌ أو خفيفةٌ.
          وهي حرفٌ عند البصريين، واسمٌ عند الكوفيين) انتهى.
          وقال ابنُ هشامٍ: («رُبَّ» فيها ستَّ عشرةَ لغةً: ضمُّ الراء، وفتحُها، وكلاهما مع التَّشديد والتَّخفيف، والأوجهُ الأربعةُ مع تاء التَّأنيث ساكنةً أو محرَّكةً، ومع التَّجرُّدِ منها، فهذه اثنتا عشرةَ، والضمُّ والفتحُ مع إسكان الباء، وضمُّ الحرفين مع التَّشديد ومع التَّخفيف) انتهى.
          (أَوْعَى): قال الزَّركشيُّ: (نعتٌ لـــ«مُبَلَّغٍ»، والَّذي يتعلَّقُ به «رُبَّ» محذوفٌ، تقديرُه: يوجدُ، أو يصاب، وأجاز الكوفيُّون كونَ «رُبَّ» اسمًا مرفوعًا بالابتداء، فعلى هذا يكون «أَوْعَى» خبرًا له) انتهى. /