مصباح القاري لجامع البخاري

باب إلقاء العبد النذر على القدر

          ░6▒ بابُ إلقَاءِ العَبْد النَّذر على القَدرِ
          قيل: التَّرجمة مقلوبةٌ؛ لأن القدرَ يلقي العبدَ إلى النذر، كقوله: من بعد يلقيه القَدَر.
          والجوابُ أنَّهما صادقَان؛ إذ بالحقيقة: القَدرُ هو الموصلُ، وبالظَّاهر: هو النَّذر، ولكن كان الأولى في الترجمة العكس؛ ليوافقَ الحديث إلَّا أن يقال: إنَّهما متلازمان.
          قلت: ضبط ابن الزركشي (العَبْدَ) بالنصب، قال: وبيَّنه قوله في الحديثِ الآخر: ((وَلَكِنْ يُلْقِيهِ القَدَرُ)) إلى النَّذر.
          قال: ويُروى ((باب إلقَاءِ العَبدَ القَدرُ)) برفع: القدر. انتهى، وفي بعضها ((بَابُ إِلْقَاءِ النَّذرِ العَبدَ إِلَى القَدرِ)).
          ومعنى الترجمة والحديثِ: أنَّ الله قد قدَّر الأمورَ وفرغَ منها، فإذا أرادَ أن يستخرجَ من البخيلِ شيئاً يسبب له شيئاً مخيفاً أو / مطمَعاً، فيحملهُ على النَّذر لله بعتقٍ أو صدقةٍ إن صرفَ الله عنه ما يخافهُ أو أناله ما طمعَ فيه ولا يكونُ إلا ما قد قَضَى الله.